السبت، 5 مايو 2012

كيف نام أهل الكهف من الناحية العلمية







كيف نام أهل الكهف من الناحية العلمية

حتى ينام أصحاب الكهف بصورة هادئة وصحيحة هذه المدة الطويلة من دون تعرضهم للأذى والضرر وحتى لا يكون هذا المكان موحشا ويصبح مناسبا لمعيشتهم فقد وفر لهم
الباري عز وجل الأسباب التالية :

1- تعطيل حاسة السمع حيث إن الصوت الخارجي يوقظ النائم وذلك في قوله تعالى: (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا)الكهف/11 والضرب هنا التعطيل والمنع أي عطلنا حاسة السمع عندهم مؤقتا والموجودة في الأذن والمرتبطة بالعصب القحفي الثامن. ذلك إن حاسة السمع في الإذن هي الحاسة الوحيدة التي تعمل بصورة مستمرة في كافة الظروف وتربط الإنسان بمحيطة الخارجي .

2- تعطيل الجهاز المنشط الشبكي (ascending reticular
activating system ) الموجود في الجذع الدماغي والذي يرتبط بالعصب القحفي الثامن أيضا فرع التوازن حيث إن هذا العصب له قسمان الأول: مسؤول عن السمع.
الثاني: مسؤول عن التوازن في الجسم داخليا وخارجيا ولذلك قال الباري عز وجل (فضربنا على آذانهم) ولم يقل (فضربنا على سمعهم ) أي إن التعطيل حصل للقسمين معا وهذا الجهاز الهام مسؤول أيضا عن حالة اليقظة والوعي وتنشيط فعاليات أجهزة الجسم المختلفة والإحساس بالمحفزات جميعا وفي حالة تعطيلة أو تخديره يدخل الإنسان في النوم العميق وتقل جميع فعالياته الحيوية
وحرارة جسمه كما في حالة السبات والانقطاع عن العالم الخارجي قال تعالى (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً ) النبأ/8 والسبات هو النوم والراحة
(والمسبوت) هو الميت أو المغشى عليه (راجع مختار الصحاح ص 214). فنتج عن ذلك ما يلي:

أ - المحافظة على أجهزتهم حية تعمل في الحد الأدنى من استهلاك الطاقة فتوقفت عقارب الزمن بالنسبة لهم داخل كهفهم إلا إنها بقيت دائرة
خارجه كالخلايا والانسجة التي تحافظ في درجات حرارة واطئة فتتوقف عن النمو وهي حية بتعطيل المحفزات الداخلية التي توقظ النائم عادة بواسطة الجهاز المذكور اعلاه كالشعور بالألم أو الجوع أو العطش أو الأحلام المزعجة الكوابيس.

ب - المحافظة على أجسامهم سليمة طبيا وصحيا وحمياتها داخليا وخارجيا عن طريق التقليب المستمر لهم أثناء نومهم كما في قولة تعالى '
وَتَحْسَبُهُمْ أيقاظاً وَهُمْ رُقودٌ وَنُقلّبُهُمْ ذاتَ اليْمَين وذاتَ الشّمَالِ ' الكهف/18لئلا تآكل الأرض أجسادهم بحدوث تقرحات الفراش في جلودهم والجلطات في الأوعية الدموية والرئتين وهذا ما يوصي به الطب التأهيلي حديثا في معالجة المرضى فاقدي الوعي أو الذين لا يستطيعون
الحركة بسبب الشلل وغيره.

ت - تعرض أجسادهم وفناء الكهف لضياء الشمس بصورة متوازنة ومعتدلة في أول النهار وآخرة للمحافظة عليها منعاً من حصول الرطوبة والتعفن داخل الكهف في حالة كونه معتما وذلك في قولة تعالى (وَتَرَى الشَّمس إذا طَلَعتْ تَزاورُ عن كهْفِهمَ ذاتَ الْيَمين وإذا غرَبتْ تَفْرضُهُمْ ذاتَ الشِّمال ) الكهف/17 والشمس ضرورية كما هو معلوم طبيا للتطهير أولا ولتقوية عظام الإنسان وأنسجته بتكوين فيتامين د vitamin عن طريق الجلد ثانيا وغيرها من الفوائد .
قول القرطبي في تفسيره وقيل (إذا غربت فتقرضهم) أي يصيبهم يسير منها من قراضة الذهب والفضة أي تعطيهم الشمس اليسير من شعاعها إصلاحا لأجسادهم فالآية في ذلك بان الله تعالى آواهم إلى كهف هذه صفاته لا الى كهف آخر يتأذون فيه بانبساط الشمس عليهم في معظم النهار والمقصود بيان حفظهم عن تطرق البلاء وتغير الأبدان والألوان إليهم والتأذي بحرارة أو ببرودة القرطبي / الجامع لأحكام القران، ج1 ص 369دار الكتاب العربي –القاهرة 1967

ج - وجود فتحة في سقف الكهف تصل فناءه بالخارج تساعد على تعريض الكهف إلى جو مثالي من التهوية ولإضاءة عن طريق تلك الفتحة ووجود الفجوة (وهي المتسع في المكان) في الكهف في قوله تعالى (وَهُمْ في فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ مَنْ يَهْدِ اللهُ فهُوَ الْمُهتْدى وَمَنْ يُضْلِلْ فلَنْ تَجِدْ لَهُ ولياَ مُرْشداً ) الكهف /17.

د - الحماية الخارجية بإلقاء الرهبة منهم وجعلهم في حالة غريبة جدا غير مألوفة لا هم بالموتى ولا بالإحياء إذ يرهم الناظر كالأيقاظ يتقلبون ولا يستيقظون بحيث إن من يطلع عليهم يهرب هلعا من مشهدهم وكان لوجود الكلب في باب فناء الكهف دور في حمايتهم لقوله تعالى (وَكلْبُهُمْ باسِط ذِراعِيْهِ بالْوَصيدِ لَوْ اطَّلعْتَ عَلْيَهمْ لَوَلَيتَ مِنْهُمْ فِراراًوَلمُلِئْتَ مِنْهُمً رُعْباَ )الكهف /18. إضافة إلى تعطيل حاسة السمع لديهم كما ذكرنا اعلاه كحماية من الأصوات الخارجية حقيقة لا نملك الا ان نقول سبحان الله على المعجزة وعلى وصفها فى القرآن الكريم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق