الثلاثاء، 17 أبريل 2012

اسرار تصريفات علاج الامراض العقلية والنفسية بأسرار عظمى من اسرار علوم المدرسة الحيدرية التكوينية عميدها المحدث الاعظم في شؤون التكوين سماحة عميد الولاية التكوينية الاستاذ العلامة فوزي الاسدي علي × 9 يا الله هو



اسرار تصريفات
علاج الامراض العقلية والنفسية
بأسرار عظمى
من اسرار علوم
المدرسة الحيدرية التكوينية
عميدها المحدث الاعظم في شؤون التكوين
سماحة عميد الولاية التكوينية
الاستاذ العلامة
فوزي الاسدي
 
علي × 9  
يا الله هو





7430296
7430296^(1/2) = 2725.856929481076

2725.8569294810759735
735
=
132
759
=
165
810
=
176
294
=
132
569
=
143
8
=
88
2725.
=
132
فروقات الخانات
110
968
110
8
علي × 9  
يا الله هو

اقسم عليكم يا اسرار هذا النقش المبارك باسرار الله العظيم الا ما سمعتم واطعتم وتوكلتم واجبتم سماحة عميد الولاية التكوينيه في كل ما يامركم به من ازاحة السالب الموجود في كل مريض واستقبال الموجب للتفاعل في شفاء الامراض كلمح البصر الا ما سمعتم واجبتم وتوكلتم ونفذتم كلمح البصر اوامر سماحة عميد الولاية التكوينيه الوحا الوحا العجل العجل  الساعة الساعة اقسم عليكم يا اسرار هذا النقش المبارك باسرار الله العظيم الا ما سمعتم واطعتم وتوكلتم واجبتم سماحة عميد الولاية التكوينيه في كل ما يامركم به من ازاحة السالب الموجود في كل مريض واستقبال الموجب للتفاعل في شفاء الامراض كلمح البصر الا ما سمعتم واجبتم وتوكلتم ونفذتم كلمح البصر اوامر سماحة عميد الولاية التكوينيه الوحا الوحا العجل العجل  الساعة الساعة اقسم عليكم يا اسرار هذا النقش المبارك باسرار الله العظيم الا ما سمعتم واطعتم وتوكلتم واجبتم سماحة عميد الولاية التكوينيه في كل ما يامركم به من ازاحة السالب الموجود في كل مريض واستقبال الموجب للتفاعل في شفاء الامراض كلمح البصر الا ما سمعتم واجبتم وتوكلتم ونفذتم كلمح البصر اوامر سماحة عميد الولاية التكوينيه الوحا الوحا العجل العجل  الساعة الساعة اقسم عليكم يا اسرار هذا النقش المبارك باسرار الله العظيم الا ما سمعتم واطعتم وتوكلتم واجبتم سماحة عميد الولاية التكوينيه في كل ما يامركم به من ازاحة السالب الموجود في كل مريض واستقبال الموجب للتفاعل في شفاء الامراض كلمح البصر الا ما سمعتم واجبتم وتوكلتم ونفذتم كلمح البصر اوامر سماحة عميد الولاية التكوينيه الوحا الوحا العجل العجل  الساعة الساعة اقسم عليكم يا اسرار هذا النقش المبارك باسرار الله العظيم الا ما سمعتم واطعتم وتوكلتم واجبتم سماحة عميد الولاية التكوينيه في كل ما يامركم به من ازاحة السالب الموجود في كل مريض واستقبال الموجب للتفاعل في شفاء الامراض كلمح البصر الا ما سمعتم واجبتم وتوكلتم ونفذتم كلمح البصر اوامر سماحة عميد الولاية التكوينيه الوحا الوحا العجل العجل  الساعة الساعة اقسم عليكم يا اسرار هذا النقش المبارك باسرار الله العظيم الا ما سمعتم واطعتم وتوكلتم واجبتم سماحة عميد الولاية التكوينيه في كل ما يامركم به من ازاحة السالب الموجود في كل مريض واستقبال الموجب للتفاعل في شفاء الامراض كلمح البصر الا ما سمعتم واجبتم وتوكلتم ونفذتم كلمح البصر اوامر سماحة عميد الولاية التكوينيه الوحا الوحا العجل العجل  الساعة الساعة اقسم عليكم يا اسرار هذا النقش المبارك باسرار الله العظيم الا ما سمعتم واطعتم وتوكلتم واجبتم سماحة عميد الولاية التكوينيه في كل ما يامركم به من ازاحة السالب الموجود في كل مريض واستقبال الموجب للتفاعل في شفاء الامراض كلمح البصر الا ما سمعتم واجبتم وتوكلتم ونفذتم كلمح البصر اوامر سماحة عميد الولاية التكوينيه الوحا الوحا العجل العجل  الساعة الساعة
1-                   1) } وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثّمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ * الّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنّا للّهِ وَإِنّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مّن رّبّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{ [البقرة:155-157]
2-                    
3-                   2) } فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُـمْ وَأُفَوّضُ أَمْرِيَ إِلَى اللّهِ إِنّ اللّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوقَاهُ اللّهُ سَيّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوَءُ الْعَذَابِ{[غافر:44ـ 46]
4-                    
5-                   3) } وَذَا النّونِ إِذ ذّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنّ أَن لّن نّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىَ فِي الظّلُمَاتِ أَن لاّ إِلَـَهَ إِلاّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجّيْنَاهُ مِنَ الْغَمّ وَكَذَلِكَ نُنجِـي الْمُؤْمِنِينَ{ [الأنبياء :86 ـ 87 ]
6-                    
7-                   4) } الّذِينَ قَالَ لَهُمُ النّاسُ إِنّ النّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوَءٌ وَاتّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم{ [آل عمران:173ـ174]
8-                    
9-                   5) } وَأَيّوبَ إِذْ نَادَىَ رَبّهُ أَنّي مَسّنِيَ الضّرّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مّعَهُمْ رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىَ لِلْعَابِدِينَ{ [الأنبياء:83 ـ84]
10-               واذا مرضت فهو يشفيني ما هي الأمراض التي يشفيها القرآن؟

يتم السجود الى الله بعد الفرائض اليومية بخشوع ويقين لمدة سبعة ايام
يقول الساجد لطلب الشفاء من الامراض المستعصية
28مرة ( الله وكيل أحد ) بعد 24 ساعة يبدأ التحسن وكل ما يشتد الالم اعلموا بدا التحسن بالشفاء.......... أعلموا يا مؤمنين من يطبق ما اقول الشفاء حتمي باذن الله وانا مسؤول يوم القيامة على ما قلت

10147من قرأ سورة الفاتحة (الحمد) مع الآيتين التاليتين لمدة عشرة أيام ، كل يوم أحد عشر مرة ، فيكون مجموع القراءة مائة وعشر مرات ، لكل مطلب كلي وجزئي ولكل حاجة مجرب مراراوجربوا بأنفسكم.

20563الآية الأولى

ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنْ الأمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنْ الأمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي [قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

23398الآية الثانية

مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا [الصَّالِحَـاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا

2032ثم يقول رب يسر ولا تعسر علينا يا رب يا رب يا رب .

وهاتين الآيتين اللتين حوتا جميع الحروف الأبجدية إذا كتبتا مع آيات الشفاء الست بماء الورد والزعفران وشربوا ، كانوا شفاء لجميع الأمراض عامة إنشاء الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
آيات الشفاء في القرآن
إن هذه الآيات تجتمع في كل آية فيها كلمة شفاء و تقرأ بترتيب المصحف فقد قال العلماء أن في هذااستعانة بكلام الله على الشفاء و خصوصا بالنسبة للأمراض التي لا تقدر عليها أسباب البشر...وهـــم:-
الآية 14 من سورة التوبة
3834قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ...صدق الله العظيم
الآية 57 في سورة يونس
3527يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ...صدق الله العظيم
الآية 69 من سورة النحل
8437ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ... صدق الله العظيم
الآية 82 من سورة الإسراء
3582وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا... صدق الله العظيم
الآية 80 من سورة الشعراء
2699وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ... صدق الله العظيم
الآية 44 من سورة فصلت
6745وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ


مدخل إلى الطب النفسي

تعريف الأمراض النفسية لقد كان الطب عبر التاريخ محاطاً بشيء من الأساطير والخرافات، وإذا كان هذا الأمر كذلك فإن أكثر ما يتجلى هذا الأمر في مجال الأمراض العقلية والنفسية. ولا يزال هناك الكثير من العقبات التي تعترض طريق من يحاول استيعاب مظاهر أمراض الدماغ، والأمراض النفسية بشكل عام وإنه لشيء مدهش يشهد بعظمة الخالق حيث إن كل ما نقوله أو نفكر فيه أو نشعر به، ليمر عبر هذا العضو الذي هو الدماغ. ولكنه شيء مدهش أكثر، عندما نرى مظاهر اضطراب وظائف هذا العضو، من خلال التفكير، أو المشاعر أو السلوك فمن السهل على الإنسان أن يفهم الأمراض العضوية من التهابات وجروح، وكسور بشكل أسهل من فهم الأمراض النفسية. وكذلك يستطيع الإنسان أن يشعر بشعور المصاب بالتهاب أو كسر، فهذا المريض ما هو إلا «مثلي»، ولكن يصعب على الإنسان أن يعتبر نفسه مثل المصاب بالأمراض النفسية، ولذلك يشعر الكثير من المرضى النفسيين بالعزلة عن بقية الناس بسبب مرضهم، وبسبب موقف الناس منهم. وحتى قد يعاني البعض منهم من سوء المعاملة من جراء اختلافه عن الآخرين.من هم المرضى النفسيون هناك عدة طرق ومدارس للإجابة عن هذا السؤال. وقد تكون بعض هذه المدارس أرقى وأفضل من غيرها بالنسبة لبعض الحالات دون غيرها. فالمرض النفسي يلاحظ عادة من خلال سلوك المصاب، أو دلائل مشاعره وتفكيره، أو في أسلوب نظرته للعالم من حوله، أو كل هذه الأمور مجتمعة.وليس لدى الطبيب النفسي وسيلة للدخول إلى عقل المصاب ليؤكد تشخيصه للمرض. ولكن المرض النفسي يتوقع عادة عندما يختل واحد من ثلاثة جوانب في حياة الإنسان النفسية، وتصبح غير «طبيعية» أو غير «صحية» وهذه الجوانب هي: ـ التفكير. ـ المشاعر. ـ السلوك.ويمكن أن نعرّف المرض النفسي بأنه:«حالة نفسية تصيب تفكير الإنسان أو مشاعره أو حكمه على الأشياء أو سلوكه وتصرفاته إلى حد تستدعي التدخل لرعاية هذا الإنسان، ومعالجته في سبيل مصلحته الخاصة، أو مصلحة الآخرين من حوله.»وهناك أمور قد تصيب الإنسان لحد ما دون أن تعتبر علامة لمرض نفسي معين، وإن كان يشير بعضها مجتمعة إلى أن هذا الإنسان قد يحتاج إلى المساعدة.ومنها: ـ أن يصيب الشخص تغير عقب حادثة مفجعة لمدة أطول مما يعتبر عادياً. ـ أن يتغير الإنسان في سلوكه أو علاقاته بشكل شديد، أو طويل الأمد مسبباً له معاناة وألماً. ـ تمر بالإنسان مشاعر غير اعتيادية من الصعب عليه أن يعللها أو يفهمها ويجد صعوبة في شرحها للآخرين. ـ حدوث تغيير في الإنسان بحيث يحدث اضطرابات لديه، أو معاناه الآخرين من حوله. ـ حدوث تغيير في الإنسان من الصعب ربطه أو فهمه في ضوء الأحداث الجارية من حوله. ـ حدوث صعوبات في إقامة علاقة طبيعية مع الآخرين، وفي الإستمرار في هذه العلاقات.وهناك قلة من الناس لا يعتقدون مطلقاً بمفهوم المرض النفسي ولا يرون أن مظاهر اضطراب المصابين علامات «لمرض»، وإنما هي أساليب متوقعة لسلوك بعض الناس في صراعهم مع ظروف معيشية وحياتية معينة.الأمراض النفسية ومدى انتشارهاإن تقديرات نسبة الإصابة تتفاوت من مكان لآخر ولعوامل متعددة وبسبب قلة الدراسات الطبية الإحصائية في البلاد العربية والإسلامية، فإن الإنسان لا يستطيع أن يعطي إجابة شافية عن قضية إنتشار الأمراض النفسية في بلادنا. وإذا سمعنا بنتائج الدراسات الغربية والدولية، فيمكن أن نقول أن هناك تقديرات عامة تقول بأن امرأة من كل خمس أو ست نساء، وكذلك رجل من كل تسعة أو عشرة رجال، قد يحتاجون لمساعدة اختصاصية بسبب مرض أو حالة نفسية في مرحلة ما من مراحل حياتهم. وقد وجدت بعض الدراسات أن عشرة بالمئة من الذين يراجعون عيادات الطبيب العام لديهم إصابات نفسية، ويقدر أن شكاوى ثلث زوار العيادات الطبية عبارة عن شكاوى وثيقة الصلة بالمشكلات النفسية والعاطفية.ويقدر بأن أسرة من كل خمس أسر في المجتمع قد يصاب أحد أفرادها بمرض نفسي، ولذلك فهناك احتمال كبير أننا في مرحلة من مراحل حياتنا قد نصاب نحن أو غيرنا من العائلة، أو أحد معارفنا أو أصدقائنا بمرض من الأمراض النفسية.الطبيب النفسي وفريق العملإن الطبيب النفسي هو الطبيب المتخصص في الأمراض العقلية والنفسية بالإضافة إلى إلمامه بالأمراض العصبية والأمراض العامة.وقد تعددت فروع تخصصات الطب النفسي في السنوات الأخيرة. ومن هذه التخصصات: ـ الطب النفسي العام، ويهتم بالأمراض عند البالغين. ـ الطب النفسي عند الأطفال والمراهقين. ـ الطب النفسي القضائي والقانوني، عندما يترافق المرض النفسي مع مشكلة قضائية. ـ الطب النفسي والتحليل النفسي. ـ الطب النفسي للإدمانات (المسكرات والمخدرات). ـ الطب النفسي للتخلف العقلي. ـ الطب النفسي في المستشفى العام، سواء أكان القسم الداخلي أو الجراحي. ـ الطب النفسي الإجتماعي، وهو يهتم برعاية المريض النفسي في المجتمع مع تأمين الخدمات اللازمة فهناك عدد من العاملين الإختصاصيين الذين يعملون مع الطبيب النفسي، كفريق واحد يهدف إلى الفهم الشامل للمريض وظروف حياته، ومساعدة هذا المريض على الحياة الإنسانية الكريمة وهو في مجتمعه وبين أهله قدر الإمكان.ومن هؤلاء الذين يعملون في هذا الفريق: ـ الباحث النفسي، والذي يمكن أن يقوم بإجراء بعض الإختبارات النفسية، أو يساهم في وضع ومتابعة تطبيق برامج المعالجات السلوكية. ـ الباحث الإجتماعي: والذي يساعد المريض على حل بعض المشكلات العملية في المجتمع، من توفير السكن المناسب وتأمين الدعم المطلوب من الأسرة، أو البحث عن عمل مناسب لهذا المريض، أو الحصول على المساعدة المالية من الجهات الرسمية الحكومية.  ـ الممرض الإجتماعي، وهو الذي يزور المريض في منزله ليتابع معالجته من خلال التأكد من تناوله الدواء، أو بإعطائه الحقنة الدوائية الموصوفة من قبل الطبيب. ـ المعالج المهني، وهو الذي يشرف على ورشات التدريب والعمل الخاصة التي يحضرها المريض ليتلقى التدريب المهني المناسب، وقضاء بعض وقته بالعمل الإيجابي النافع.تاريخ الطب النفسي منذ آلاف السنين كان ينظر إلى الأمراض العقلية وكأنها من صنع قوى خارقة أوجدتها , فأولئك المرضى كان ينظر إليهم أحياناً أنهم أناس مغضوب عليهم من تلك القوى الخارقة، أو كان ينظر إليهم بوصفهم أناساً منبوذين، ولهذا فكثيراً ما كانوا يقتلون تخلصاً منهم ومن الشياطين التي تلبسهم، أما المحظوظون منهم، ممن كانوا يكابدون حالات جنون أخف وطأة، فكانوا يحاطون بالرعاية، ومن مظاهر تلك الرعاية أنهم كانت تخلع عليهم الأردية المزركشة، وتزين هاماتهم بأكاليل الغار. غير أن المحاولات الأولى لمعالجة الأمراض العقلية على أسس علمية رصينة، قد تمت عندما بدأت العلوم الطبية تتقدم بشكل سريع في بلاد الشرق وفي بلاد الإغريق.وجد الطب الإغريقي القديم سنداً له إتكأ عليه في الفلسفة الطبيعية المنبثقة عن المدرسة الأيونية وبالأخص منها مدرسة طاليس، وإنكسيمندر، وإلكسيمانس في مالطية.ويتلخص موقف هذه المدرسة وقتذاك في أن أصل جميع الأشياء يقوم على أساس من مادة أولية هي قوام ما كان في الطبيعة.وفكرة أصحاب هذه المدرسة الطبيعية تأثر بها كل من جاء بعدهم من المفكرين والمهتمين بالطب، من أمثال الكيمايون. ثم جاء أبقراط، فالتقط فكرة الكيمايون تلك، وطورها في القرن الخامس قبل الميلاد.والأساس الفلسفي الذي اتكأت عليه آراء أبقراط في الطب النفسي، يرجع إلى تعليمات استمدها أبقراط من ديمقريطس في فلسفته المادية التي انعكست مباشرة في تسمية أنماط الجسم وأمزجته الأربعة التي ارتبطت باسم أبقراط. والأمزجة الأربعة التي سماها أبقراط : ـ المزاج الدموي. ـ المزاج البلغمي. ـ المزاج الصفراوي. ـ المزاج السوداوي.وقام أبقراط بمحاولات حثيثة في سبيل الأمراض العقلية.فلعلاج حالات الإدمان على الكحول مثلاً، أوصى باستخدام أسلوب العلاج بالتنفير: أي بإحداث حالة من التقزز عند المريض ليبتعد عن الكحول وينفر منها، وذلك بإعطاء المدمن جرعات من مادة مرّة مقززة، أو عن طريق فصده وإسالة دمه وهو في حالة سكره، ليرى دمه يسيل فيرتبط في ذهنه منظر دمه بما يتعاطاه من شراب مسكر، وبذلك يكره المادة التي أدمنها. وكان يقترح علاجاً لبعض المرضى عقلياً ونفسياً بأن يغيروا أماكنهم. فتغيير المكان كما اقترح من شأنه أن يغير من الذكريات المؤلمة، فينسى المريض آلامه وهمومه.وفي الشرق فقط كان الطب حينذاك يخطو نحو مزيد من الإرتقاء، وذلك إبّان الحقبة الممتدة من القرن الثالث حتى القرن الرابع عشر.وإن كثيراً من العلماء الأوروبيين قد نجوا مما كان يهدد حياتهم في بلدانهم فلجأوا إلى بلدان أخرى في حوض البحر المتوسط وبلاد فارس، وفي بعض المحميات العربية الأخرى. وهنا يجدر أن نذكر ابن سينا الذي عاش في القرن الحادي عشر الميلادي. كان هذا الطبيب الألمعي، يشاطر أبقراط الرأي، بشأن الأمراض العقلية، وقام بمحاولات منتظمة وناجحة في علاج الذين كانوا يعانون من أمراض عقلية. وأولى المستشفيات التي أنشئت لهذا الغرض قد فتحت في القرن التاسع الميلادي، في كل من بغداد، والقدس ودمشق.رافقت الإنطلاق الفكري في فرنسا خاصة، وفي أوروبا عامة، في القرن التاسع عشر انطلاقة منصفة تخص النظرة إلى الذين يكابدون أمراضاً عقلية، نظرة إتسمت بالنزعة الإنسانية. ففي فرنسا مثلاً، تطورت الاتجاهات نحو المرض ونحو من يعانون منه، تطوراً كبيراً، وذلك بفضل حملة جديدة حمل لواءها يومذاك الطبيب الفرنسي فيليب بينيل ثم من بعده تلميذه أسكويرول.وفي الثلاثينات من القرن التاسع عشر، طور الطبيب الإنجليزي كونللي فكرة: (لا قيود ولا احتجاز بعد اليوم)، وهو التقييد والاحتجاز الذي كان يخضع له المرضى العقليون.كانت حملة كونللي هذه مكملة لما كان قد قام به كل من بينيل واسكويرول. من قبل، فوصلت أصداء عمل كونللي هذه إلى روسيا حيث تم تلقفها هناك بسرعة، وطبقها على نطاق واسع طبيب الأمراض العقلية آنذاك كورساكوف ثم سرعان ما بلغت آراء كونللي تلك الولايات المتحدة، فأخذت بتطبيق علاج الأمراض النفسية ـ العصبية على أسس من الإتجاهات الإنسانية اللازمة، وأهم دور في ذلك يرجع هناك إلى بي.روش b.rush 1813-1745 وهو أول طبيب نفسي في الولايات المتحدة.ولعل أكبر إسهام في ميدان الطب النفسي هو ما قام به الطبيب النفساني الألماني المرموق بونهايفر bonheffer 1948-1868 الذي أكد على العوامل الخارجية التي تبدو أعراضها على المريض فيستشفي منها ومما يكمن وراءها من عوامل داخلية. وإذا أهملت هذه الأعراض فإنها تتفاعل فيما بينها فتفضي إلى ما يضر بالصحة النفسية والجسمية.ويزخر تاريخ الطب النفسي بعدد هائل من أعلام الطب النفسي، فالعلماء الذين نذروا أنفسهم للبحث فيه والعلاج في ميدانه لا حصر لهم. فقد أسهموا أيما إسهام في هذا المجال وعلى مختلف الصعد في شتى الميادين العلمية. تضافرت جهودهم في مضامير التشخيص الخاص بالأمراض العقلية وعلاجها، وفي أسباب الأمراض النفسية وطبيعتها، وفي ميدان دراسة الصيدلة النفسية، ومشكلات الأوهام، والهلوسات، والخرف المبكر، والخرف المتأخر وفي السبل الوقائية لدرء مخاطر الأمراض العقلية منها والجسمية. كل هذا الكم الهائل من العلم قد أرسى أسسه علماء أوقفوا حياتهم على خدمة العلم من أجل إسعاد الإنسانية. كونوا معي ..هناك المزيد دائماً البارانويا/ جنون العظمة !تعريف الهذاء (البارانويا) Paranoid :الهذاء (البارانويا) اضطراب ذهاني وظيفي يميزه الأوهام و الهذيان الواضح المنظم الثابت. أي الهذيانات و المعتقدات الخاطئة عن مشاعر العظمة و الإضطهاد مع الإحتفاظ بالتفكير المنطقي و عدم وجود هلوسات في حالة الهذاء النقي. أي أن الشخصية رغم وجود المرض تكون متماسكة و منتظمة نسبيا و على اتصال لا بأس به بالواقع ، و لا يرافقه تغير في السلوك العام إلا بقدر ما توحي به الأوهام و الهذيانات.و يعرف الهذاء أحيانا باسم "رد فعل الهذاء" و أطلق عليه البعض اسم "جنون العظمة و جنون الإضطهاد"تصنيف الهذاء (البارانويا) :يصنف الهذاء على النحو التالي:- الهذاء النقي أو الهذاء الحقيقي Pure or True Paranoid حيث تسود أوهام العظمة أو أوهام الإضطهاد أو الهذاء الجنسي أو هذاء المشاكسة أو هذاء الغيرة.- حالة الهذاء النقي State Paranoid :و أهم أعراضها الأوهام العابرة غير الدائمة و غير المنتظمة تماما ، و لكنها غريبة مع بعض اضطرابات في الفكر. و تعتبر حالة الهذاء حالة بين الهذاء النقي و بين الفصام الهذائي.- الفصام الهذائي Schizophrenia Paranoid :ومن أعراضه التفكك والبلادة الانفعالية , ومن أشكاله هذاء العظمة , وهذاء الاضطهاد , وتكون أعراض الفصام الهذائي مختلطة بأعراض الفصام الأخرى.- الهذاء المنقول (الهذاء الثنائي) Folie à Deux:حيث تنتقل الأوهام الهذائية من المريض الى شخص قريب أو متعلق به مثل الوالد و الولد أو الزوج و الزوجة أو الأخ و الأخت. و هي حالة تقمص ، و ينتقل عادة من الشخص المسيطر الى الشخص الأقل سيطرة و القابل للإيحاء و يكون الشخصان غالبا سيئي التوافق ذوي محيط بيئي متماثل و يواجهان نفس الظروف النفسية.مدى حدوث الهذاء :الهذاء أقل انتشارا من الفصام و يمثل مرضى الهذاء حوالي 2% من نزلاء مستشفيات الأمراض العقلية.ولكن نسبة انتشاره في المجتمع لا شك اكبر من هذا الرقم ، لأن مريض البارانويا لا يذهب الى المستشفى إلا إذا ساءت حالته جدا ..و يكثر ظهور الهذاء في منتصف العمر أي في مرحلة الرشد و خاصة في الأربعينات أكثر مما يشاهد في مرحلة الشباب الشخصية الهذائية :في الطفولة / نتسم شخصية الطفل ذي المستقبل الهذائي بسمات أهمها: الوحدة و قلة الأصدقاء و العزلة الإجتماعية و عدم القدرة على تبادل الثقة ، و التقلب الإنفعالي ، و عدم الأمن ، و الشك و العناد و السرية ، و الحزن و التبرم و التهيجية و الإمتعاض من النظام.و كلما نما الفرد نحو الرشد / :تبدأ السمات السابقة في المبالغة ، فتتسم الشخصية بشدة الحساسية و خاصة للنقد ، و مشاعر الإضطهاد و العظمة ، و المبالغة (يجعل من الحبة قبة) ، و تأكيد الذات و الأنانية و التمركز حول الذات و التذمر و العدوان.و في الرشد تتضح سمات أهمها: الجمود و التزمت و المناوأة ، و عدم التسامح في النقد ، و الإستخفاف بالآخرين ، و الغيرة ، و الطغيان و التسلط على من هم دونه ، و الإيمان بالسحر و التفكير الخرافي.أسباب الهذاء:- الصراع النفسي الدائم بين رغبات الفرد المكبوتة و الخوف من الفشل في إشباعها لتعارضها مع المعايير الاجتماعية و مع القيم.- الإحباط والإخفاق المستمر في معظم مجالات التوافق الذاتي و الانفعالي و الاجتماعي مع الشعور بالنقص و الاعتماد المفرط في استخدام الآليات الدفاعية و من أهمها :الإنكار ، و التبرير ، و التعويض ، و الكبت ، و الإسقاط ( مثل إسقاط الدوافع التي تؤدي إلى الشعور بالذنب على مضطهديهم ) والتمويه على الذات.- خبرات الطفولة المبكرة المؤلمة و اضطراب الجو الأسري وسيادة التسلطية و الكف و النقد و نقص كفاية عملية التنشئة الاجتماعية و الفشل في تحديد مستوى طموح يتناسب مع القدرات .- تهديد أمن الفرد من خلال المنافسة أو الرفض أو الخزي أو الهزيمة.- عدم نضج الشخصية و اضطرابها قبل المرض.-المشكلات الجنسية و سوء التوافق الجنسي ، و العنوسة ، و تأخر الزواج ،و الحرمان الجنسي. و تعزي مدرسة التحليل النفسي الهذاء الى أنه نتيجة للجنسية المثلية المكبوتة و المسقطة ، و الشعور بالإثم. الهوس   تعريف الهوس :   يصنف الهوس على أنه اضطراب عقلي (ذهني) يتميز بالنشاط الزائد والمرح والغرابة ، ويكون الفرد مليئا ً بالحيوية ، لايكاد ينتهي من شيء أو عمل حتى يبدأ في الأخر ، وقد يبدأ في عمل قبل أن ينتهي من الأول وقد يصل نشاطه إلى درجة العدوان والتحطيم ، وتميز أفكاره بأنها غير منتظمة فهو ينتقل من فكرة إلى فكرة بسرعة دون داع وتتميز لغته بالإغراق من التفاصيل التي ليس لها أهمية وقد تظهر بعض الأعراض الثانوية مثل القلق والشك واضطراب الوعي وقد تظهر في الحالات الشديدة الضلالات والهلاوس .  أعراض الهوس :   يوجد أعراض كثير للهوس تظهر في سلوك الفرد وأفكاره ومعتقداته منها :   يصنف الهوس على أنه اضطراب عقلي (ذهني) يتميز بالنشاط الزائد والمرح والغرابة ، ويكون الفرد مليئا ً بالحيوية ، لايكاد ينتهي من شيء أو عمل حتى يبدأ في الأخر    تشتت الأفكار وسطحية التفكير وعدم اكتمال الفكرة ومقاطعة الآخرين بمجرد ورود أفكار جديدة على الذهن .    توجد لديه ضلالات مثل أفكار العظمة وتوهم القوة والغرور الزائد وارتفاع الصوت وسرعته.     ثقة زائدة في النفس والشعور بالسعادة الغامرة والتفاؤل المتحمس الزائد وكثرة المشروعات وتعددها وكلها ليست عملية وغير قابلة للتنفيذ    العلاقات الاجتماعية الواسعة والسطحية والتحرر الواضح والتبرج والتزيين بإفراط لدى السيدات واللامبالاة بالمعايير الاجتماعية وعدم مراعاة مشاعر الآخرين .   سرعة الاستثارة والتوتر والتهور .العوامل المؤدية للهوس :      أسباب وراثية وتعتبر أهم العوامل المؤدية للهوس وتمثل حوالي 70% من حالات الهوس حيث ينتشر المرض لدى الأفراد الذين ينتمون إلى آباء وأمهات مرضى الهوس .     أسباب نفسية مثل الصراع النفسي والفشل والإحباط ومحاولة علاج ذلك بالحيل الدفاعية اللاشعورية مثل الإنكار أو النسيان .     وقد يرجع ذلك إلى عادة سلوكية خاصة تم تعلمها نتيجة التعزيز لأنها نجحت أكثر من غيرها في خفض شدة القلق العصابي لدى المريض .أسباب ترجع إلى الغدد وخاصة الغدد الصماء سواء بالزيادة أو بالنقص أو استئصال الغدة الدرقية .أشكال الهوس : يصنف ذهان الهوس تعبا لشدة اضطراب المزاج ولوجود أو عدم وجود الضلالات والهوس إلى :     الهوس الخفيف :    يبدو المريض للأشخاص العاديين طبيعيا ولكن ينتبه ويشعر به الأصدقاء والأقارب من خلال شذوذ التصرفات وتغير السلوك وغير مكترث بالأضرار الناتجة عن عدم المبالاة وقد يتصرف بسرعة في ممتلكاته .    الهوس الحاد :    ويحدث بصورة مفاجئة وفي حالات الهوس الحاد يشتد المرح وقد يأخذ شكل السخرية وينقلب إلى غضب وعدوان مع حساسية مفرطة ، وتضطرب علاقة المريض بالبيئة فلا يراعي الآداب العامة ويتصرف بشكل يخالف التقاليد العامة ويحدث هلوسات وضلالات لكنها تكون مؤقتة وخفيفة .   الهوس المزمن    تستمر الحالة المزمنة سنوات طويلة دون تغيير وقد تتناوب مع نوبات حادة من المرح إلى الاكتئاب ويختلف عن الهوس الحاد في أنه أقل حدة وأطول بقاء ويكون المريض سعيدا ً راضي النفس ، متدخلا ً في أمور الغير يدبر المقالب ويتلاعب بالجمل ويكثر استخدام الألفاظ النائية وذاكرته قوية ولا يتحمل مسئولياته ولا يمكن الاعتماد عليه يبالغ في الملابس الزاهية يهزأ من عرضه أو شرف زوجته وعديم القمة.طرق علاج الهوس :     تستخدم المهدئات العظمى في علاج حالات الهوس الحاد والمزمن وقد يستخدم الصدمات الكهربائية قرب نهاية دور الهوس     ويفضل استخدام العلاج النفسي : ويصلح في حالات الهوس الخفيف وبعض الهوس المزمن ويستخدم العلاج النفسي لاستكشاف الجوانب المرضية في الشخصية والاضطراب في الشعور بقيمة الذات ويمكن استخدام فنيات العلاج النفسي مع استخدام العلاج التدعيمي أي تعزيز أنواع السلوك التكيفي والعلاج التنفيذي أي كف الاستجابات المرضية غير المقبولة ، هذا ويعتبر الهوس أكثر بذره من الاكتئاب وأحيانا ما يتناوب مع نوبات الاكتئاب فتارة اكتئاب وتارة مرح  توهم المرض (المُراق)    ويتمثل المراق بالتوهم بوجود مرض ما، على الرغم من عدم وجود هذا المرض حقيقة. ومهما قام الطبيب بالفحوصات والتحليلات وصور الأشعة، ومهما أكّد للشخص بأنه ليس مصاباً بمرض ما فإن هذا الشخص يبقى يشعر ويتوهم بأنه مريض في عضو من أعضاء جسمه. ويشعر هذا المريض أن لديه أعراض مرض ما رغم تأكيد الطبيب المتكرر بعكس هذا.   وقد يشعر هذا الإنسان ببعض الاطمئنان لسلامته وصحته لمدة قصيرة، ولكن سرعان ما يعاوده الشك، وتعود إليه مخاوفه بأنه مريض.  وقد تصل قناعة المريض بمرضه لحد يفضل المصاب فيها الإنتحار، على أن يكون ضحية هذا المرض المتوهم الخطير الذي لا وجود له  وفي بعض الحالات الشديدة من المراق قد يصل الأمر إلى صورة من حالات الذهان الشديد، كما هو الحال في مرض الفصام. وفي هذه الحالة تكون شكوى المريض وقناعته بوجود المرض لها طابع غريب، فمثلاً يشعر المريض أن أمعاءه مقلوبة، أو أن قلبه قد انتقل من مكانه إلى مكان آخر داخل جسده، أو غير ذلك مما يتوهمه   وقد يكون المراق للإنسان الذي لديه انشغال بال واهتمام زائد بصحته الجسدية، فهو يقضي كل تفكيره ووقته وربما أمواله للعناية بجسده وصحته العامة، والخطر أن يصل الأمر إلى حد يفقد معه اهتماماته الأخرى بالحياة، ولا يعود يشغل باله إلا بصحته. ـ إن حالات المراق تتمثل في أشخاص يعتقدون بوجود المرض، بينما لا وجود في الحقيقة لهذا المرض.  ومن البديهي أن يقال أن هؤلاء لا بد وأنهم يحتاجون إلى إجراء الفحوصات والتحليلات المطلوبة للتأكد من عدم وجود هذا المرض، ولكن في نفس الوقت، يجب أن لا تجري هذه الفحوصات والتحليلات على مدى الحياة، ولا بد أن يوضع حد لهذه التحريات. وهنا تظهر خبرة الطبيب في معرفة متى يفحص المريض ومتى لا يفعل ذلك كي لا يتم ازدياد الوهم مع الإختبارات المتكررة.   الهستيريا Hysteria   الهستيريا وتسمى حاليا بالاضطراب التحولي Conversion Disorders, هي مرض نفسي عصابي hysterical neurosis, وقد أطلق عليه أيضا الهستيريا التحولية, حيث تتحول فيه الانفعالات المزمنة, و الصراعات إلى أعراض جسمانية, دون وجود مرض عضوي, و تظهر الأعراض الجسمانية بصورة تماثل الاضطرابات العصبية, على شكل خلل في الإحساس والحركة, ويحدث ذلك دون إرادة, أو شعور بالنسبة للمريض, ويكون تحويل الاضطرابات النفسية إلى أعراض جسمانية بسبب عوامل ذهنية mental factors, ويكون الغرض وراء الحيلة الدفاعية هو الهروب من الصراع النفسي, أو من القلق, أو من موقف مؤلم, أو لغرض فيه ميزة للشخص, دون إدراك الدافع وراء ذلك. وعدم إدراك الدافع هو الذي يميز مريض الهستيريا عن المتمارض Malingering, وهناك أيضا فرق بين الهستيريا, والمرض الجسمي النفسي, حيث تصاب الأعضاء التي يتحكم بها الجهاز العصبي الإرادي في الهستيريا, مثل العضلات والحواس. بينما في المرض النفسي العضوي, تصاب الأعضاء التي يتحكم بها الجهاز العصبي اللاإرادي.  وهذا المرض أكثر انتشارا عند النساء, عنه عند الرجال, حيث تكون النسبة 2-1 من الرجال لكل 10 من النساء. ويكون أكثر انتشارا في الطفولة المتأخرة, وفي المراهقة المبكرة, ومع ذلك يمكن ظهور هذه الحالات في أي عمر, ويكون المرض أكثر عند الأوساط الأقل في المستوى الاقتصادي و الاجتماعي, وبين الأوساط الأقل في تطورهم النفسي.  أسباب الهستيري  السبب الحقيقي غير معروف ومع ذلك فإن العلماء يرون أن هناك عوامل متعددة تساعد في إحداث المرض وظهوره   وأهم هذه العوامل:  الاستعداد الشخصي : حيث يصيب هذا الاضطراب نوع من الشخصية يسمى بالشخصية الهستيرية , وسلوكيات الشخصية الهستيرية تشبه سلوكيات الأطفال , ومن سمات هذه الشخصية العاطفة الزائدة , والقابلية للإيحاء , والمسايرة , وتقلب المزاج , والسذاجة , وسطحية المشاعر, وعدم النضج , والتمركز حول الذات , والأنانية , واستدرار العطف , ولفت الأنظار, وعدم الاستقرار , و الاعتماد على الآخرين , والمبالغة , والتهويل , و الاستغراق في الخيال , والسلوك يكون قريب من التمثيل , والتكلف , و الاندفاع , و الاعتماد على الكبت وتكثيف الانفعالات وتحويلها إلى أعراض جسمانية .العوامل البيئية : والتي تلعب دورا كبير وراء نشأة المرض , مثل التعرض للضغوط , والصدمات الشديدة , والصراعات النفسية بين الغرائز والمعايير الاجتماعية , والفشل في العلاقات العاطفية , والزواج الغير مرغوب فيه , أو غير الموفق , والأنانية , والتمركز حول الذات , وعدم الأمن , والغيرة , والتعرض للاعتداء الجسدي , و الانفعالي , و الجنسي , والمشاكل الأسرية من تشاجر بين الآباء و استخدام العنف بينهم , والطلاق .   الصراعات النفسية الشديدة , والإحباط المستمر , والشعور بخيبة الأمل , وعدم تحقيق الأهداف , ومشاعر الحيرة , تساعد على ظهور المرض .   أن يكون أحد الوالدين شخصية هستيرية , فيكتسب الطفل صفات هذه الشخصية من خلال ملاحظة استجاباته للضغوط , و يسمى ذلك بالنموذج الاجتماعي social modeling .     للوراثة دور أقل من العوامل البيئية في إحداث المرض .    التدليل الزائد والحماية المفرطة    عدم القدرة على رسم خط للحياة .   ومن الأسباب التي تعجل بظهور المرض , التعرض لصدمة عنيفة , مثل الحروق , أو الحوادث , أو فقدان حبيب , أو الفشل في الدراسة أو العمل .  أعراض وعلامات الهستيرياتكون الأعراض كاذبة من الناحية العصبية العضوية pseudoneurologic وتبدأ الأعراض بعد محنة , أو أزمة نفسية, أو اجتماعية, و أهمها الشلل في ذراع, أو ساق, أو فقدان الإحساس في جزء من الجسم, وقد يصاب الشخص بالمرض مرة واحدة طوال حياته, وفي العادة تكون النوبة لوقت بسيط, و معظم الأشخاص الذين يدخلون المستشفى يتحسنون خلال أسبوعين, ولكن هناك نسبة تتراوح مابين 20 إلى 25%, تعاودهم النوبات خلال سنة, والبعض منهم يصبح مرضهم مزمن.  أعراض جسمية حركية Pseudoparalysis:    قد تكون على شكل فقدان حركة , لها علاقة بالفشل في الوظيفة , مثل التوقف عن الكتابة عندما يكون ما يكتبه أحد الكتاب أو المؤلفين , غير مقبول , ويكون السبب الظاهر هو توقف عضلات اليد التي يكتب بها عن الحركة , وعند التدقيق نجد أن نفس العضلات تتحرك , عندما تستخدم في شيء غير الكتابة       تحدث نوبات من التشنجات الهستيرية Pseudoseizures , قد تستمر لدقائق , أو قد تستمر لأيام , وقد تكون هذه النوبات شديدة , أو تشمل الجسم كله , ويتلو هذه النوبات في أغلب الحالات حالة من الذهول , والصمت وعدم الكلام , وسهولة الانقياد .     قد يحدث فقدان للكلام Hysterical aphonia , وفى هذه الحالة يكشف فحص الحنجرة عن سلامة حركة الأحبال الصوتية. ويكون الصوت الصادر عن الهمس أو السعال طبيعيا .أعراض حسيةالعمى الهستيري Pseudoblindness: ويمكن تمييزه بوضع مرآة أمام المريض , وإمالة المرآة من جانب تلو الآخر, نلاحظ أن عين المريض تتحرك مع الشعاع المنعكس من المرآة , كما قد يشكو المريض من رؤية مزدوجة كاذبة Pseudodiplopia والتي يمكن الكشف عنها بالفحص الطبي لعيون المريض .فقدان السمع الهستيري loss of hearing. أو فقدان الشم الهستيري , أو فقدان حاسة الذوق,أو فقدان الإحساس باللمس .أعراض عقلية    في البداية يرفض الشخص أن يتم فحصه بواسطة طبيب نفسي psychiatrist , ويكون في اعتقاده أن المرض عضوي .  أهم هذه الأعراض فقدان الذاكرة , وقد يكون فقدان الذاكرة كليا , حيث ينسى المريض كل شيء , أو قد يكون فقدان الذاكرة لأحداث معينة مر بها المريض .  أعرض عامة     مثل المبالغة في ردود الأفعال في المواقف المختلفة , وظهور الأعراض عند التعرض لضغوط مثل أوقات الامتحانات .  اضطرابات الأكل     اضطراب المشي Gait disturbances    حيث يبدو المريض غير قادر على المشي , بينما يكون مشى المريض طبيعيا عندما يشعر أن لا أحد يلاحظه , ويكون قادر على تحريك قدمه في وضع النوم أو الجلوس .   تشخيص الهستيري يجب التفريق بين المرض العضوي والهستيريا , وذلك بعد عمل الفحوص الشاملة, و التأكد من عدم وجود مرض عضوي, فالمرض العضوي يكون له مواصفات عضوية محددة من الناحية التشريحية, مثل شمول الشلل مجموعة من العضلات يغذيها عصب واحد, أو كما هو في نوبات الصرع العضوية والتي يتبول فيها المريض على نفسه, أو يتعرض للنوبات عندما يكون بعيدا عن الناس, كما يتعرض في هذه النوبات لإصابات أو جروح, أو يعض لسانه, و توجد تغيرات في رسم المخ, بينما في النوع الهستيري من الصرع تحدث النوبات وسط الناس , وفى مكان آمن , ولا يتبول أثناء النوبة , أو يعض لسانه , ولا تختفي ردود الفعل الانعكاسية عند المريض .     المرض الهستيري يظهر بعد وقت قصير بعد ضغوط انفعالية , ويعوق الشخص عن الذهاب إلى المدرسة , أو العمل , ولا يمكن تفسيره بمرض عضوي , أو تعاطي عقار .رغم أن المرض يأتي بصورة فردية , إلا أنه قد يأتي بصورة جماعية , كما حدث في إيران عند 10 بنات من فصل دراسي مكون من 26 طالبة , بعد تطعيم ضد التيتانوس , وقد اتضح بعد التدقيق أن الأمر ليس له علاقة بالتطعيم , ولكن السبب وراء ظهور هذه الحالات كان شدة التأثر بالإيحاء والتنويم المغناطيسي بالمقارنة بغيرهم , وهذا يميز الشخصيات التي تصاب بالاضطراب التحولي .    عدم قلق المريض الهستيري , وعدم مبالاته أثناء التحدث عن مرضه كما تتغير الأعراض بالإيحاء .      اختلاف شدة الأعراض من وقت لآخر , وعدم الارتباط بين الأعراض وبين الجانب التشريحي للأعصاب الحسية والحركية .علاج الهستيريا  يكون وجود طبيب موثوق به, وله دور داعم للمريض , و ذو علاقة طيبة معه , له دور كبير في العلاج .    يكون الاهتمام بالمريض من جانب طبيب العناية الأولية primary care doctor , بجانب الطبيب النفسي له أثر كبير في تحسن المريض .   بعض الحالات يشفى تلقائيا ودون تلقى علاج , وخاصة بعد استبعاد الطبيب للجانب العضوي , وبعد طمأنة المريض بأنه لا يوجد مرض خطير وراء الأعراض .  يستخدم العلاج الإدراكي السلوكي cognitive-behavioral therapy, والذي يساعد على فهم شخصية المريض , ومعرفة دوافعه اللاشعورية , وهدف المرض, وتبصير المريض ومساعدته على استعادة ثقته بنفسه , والتكيف مع الظروف المحيطة .  العلاج البيئي من خلال تغيير الظروف المحيطة بالمريض والظروف التي سبقت حدوث المرض , وتوعية الأهل والمحيطين بطبيعة المرض .   يجب علاج أي مرض مصاحب مثل الاكتئاب depression .    مساعدة المريض على تنمية شخصيته , وحثه على التعاون , ومواجهة الواقع بالفهم , وحل المشاكل بدلا من الهروب منها .قد يستخدم العلاج بالتنبيه الكهربائي .  قد يستخدم العلاج بالتنويم المغناطيسي Hypnosis والذي قد يلعب دور هام في العلاج , مع إقناع المريض بتأثير الضغوط على الوظائف الجسمانية وقد يستخدم التحليل التخديري  Narcoanalysis, والذي يماثل التنويم المغناطيسي , ولكن مع إعطاء المريض عقار مهدئ , لجعله في حالة نعاس.    إضطرابات الشخصية   لقد عرفت منظمة الصحة العالمية الإضطرابات الشخصية بالتالي  { إضطراب الشخصية هو نمط من السلوك المتأصل السيء التكيف و الذي ينتبه إليه عادة في مرحلة المراهقة أو قبلها و يستمر هذا السلوك في معظم فترة حياة الرشد و إن كان في الغالب أن يصبح أقل ظهوراً في مرحلة وسط العمر أو السن المتقدمة , و تكون الشخصية غير طبيعية إما في إنسجام و توازن مكوناتها الأساسية أو في شدة بعض هذه المكونات أو في إضطراب كامل عناصر الشخصية , و يعاني بسبب هذا الإضطراب إما صاحب هذه الشخصية أو الذين من حوله ، و لذلك تكون هناك آثار سلبية لهذه الشخصية المضطربة على الفرد أو على المجتمع من حوله }     - الشخصية الزورية الشكية : صاحب هذه الشخصية يعتبر نفسه مركز الأحداث من حوله و يعتبر نفسه شديد الحساسية للآخرين و يشك كثيراً في أعمالهم و نواياهم ، حتى الأعمال العادية اليومية البريئة التي يقوم بها الناس نجده يفسرها على أن المقصود منها الإساءة إليه و إحتقاره     - الشخصية غير المستقرة : صاحب هذه الشخصية يتعرض إلى صعوبات في التكيف مع الحياة الأسرية و الحياة الزوجية و المدرسة و العمل و نجده في حال إنتقال من عمل لآخر فلا يستقر على حال         - الشخصية الشديدة الحساسية : صاحب هذه الشخصية يميل إلى الشعور بالألم لأتفه الأسباب حيث يتولد لديه شعور و كأنه قد طعن من قبل الآخرين بالرغم من أن عمل الآخرين لا يوجد ما يشير فيه إلى أنه قد أسيئت معاملته و مع ذلك فهو يطيل التفكير و التأمل في الحوادث المؤلمة التي مرت به و يصعب عليه تجاوز هذه الحالة النفسية و الخروج منها     - الشخصية القلقة : صاحب هذه الشخصية في قلق دائم و مستمر حتى لأتفه الأسباب , فباله مشغول و يقلق للأمور حتى قبل وقوعها بوقت طويل و كأنه لا يرى في الأيام المقبلة إلا المشاكل و الصعوبات       - الشخصية الوسواسية : صاحب هذه الشخصية تتفاوت خصاله الوسواسية بين الشعور بضرورة الدقة المتفانية الزائدة و إنشغال الضمير الزائد و بين الإهتمام المفرط في الدقائق الصغيرة للأمور , و هذه الشخصية تحب الروتين المألوف في الأعمال و تكره الأمور المستجدة حيث يصعب عليها التكيف معها حيث ترفض هذه الشخصية كل جديد , يكون الشخص الموسوس منظماً و مرتباً حيث يصعب عليه أن يتحمل شيئاً ليس في مكانه الصحيح و قد يكون ناجحاً في أعماله , إنه دقيق و مثابر إلاّ أنه يفتقد الليونة في عاداته اليومية     - الشخصية الشديدة الخجل : إن صاحب هذه الشخصية ضعيف الثقة بنفسه و ينقصه الحزم في الأمور و هو يدرك ما يشعر به من غضب أو إنزعاج إلا أنه يجد صعوبة في التعبير الكلامي عن هذه المشاعر و حتى لأقرب الناس إليه أو للطبيب     - الشخصية الهستريائية : إن صاحب هذه الشخصية بحاجة دائماً لجذب إنتباه الآخرين من حوله و هو يعرض الأمور بشكل إنفعالي مبالغ فيه و كأنه يمثل على خشبة المسرح و هو يريد أن يكون دوماً محط تسليط الأضواء و هو يتلاعب بالناس و الظروف من حوله من أجل الحصول على إنتباه الآخرين و عطفهم      - الشخصية العاطفية و المتقلبة المزاج : إن صاحب هذه الشخصية يتصف بأنه منطلق و متفائل و قليل التحفظ و هو متمكن من التعبير عن نفسه و قادر على إقامة العلاقات الإجتماعية مع الآخرين بسهولة إلا أن هذه الشخصية تتقلب بشكل دوري بين الإكتئاب الخفيف من جهة و الإبتهاج و السرور من جهة أخرى       - الشخصية الفصامية : إن صاحب هذه الشخصية يميل إلى الخجل الشديد و لديه صعوبات في إقامة العلاقات الإجتماعية أو الحفاظ عليها و هو متحفظ عادة و يفضل الإنعزال بنفسه و خاصة في وقت الصعوبات و الأزمات , و في الغالب يكون أخرقاً و تعوزه الرشاقة و حسن التصرف و هو يتجنب المنافسة مع الآخرين      - الشخصية الإنفجارية : إن صاحب هذه الشخصية يُشخَّص بأنه عدواني و غير إجتماعي و يتميز بضعف السيطرة على إنفعالاته و عواطفه و بعدم الإستقرار العاطفي إضافة إلى أنه يفقد السيطرة على نفسه فتنتابه نوبات الغضب الشديد و العدوانية للأشخاص أو الممتلكات أو الأثاث    الرهاب أو الخوف المرضي Phobia :     تعد أمراض الرهاب ( بشكل عام ) أوسع الأمراض النفسية انتشارا فقد أشارت بعض الدراسات أن نسبة انتشارها قد تصل إلى 25% من الناس 0 ولها أشكال متعددة ودرجات متفاوتة في الشدة ولكنها تشترك في عنصر الخوف الزائد والغير مبرر من شيء ما0 تؤدي أمراض الرهاب خاصة إذا لم تعالج لمضاعفات كالاكتئاب والعزلة وإدمان الخمور والمخدرات ، وتعتبر من الأمراض النفسية المسببة للإعاقة وظيفيا ومهنيا وعلى مستوى المسئولية العائلية 0 ويعتبر الرهاب من الأمراض العصابية ، والتي يدخلها الأطباء النفسيون الأمريكان في قائمة أمراض القلق جنبا إلى جنب مع الوساوس 0     والخوف هو : استجابة انفعالية لمثير واقعي خارجي يستدعي مثل هذه الاستجابة 0 كالخوف من حيوان مفترس ، أو خوف الأم على طفلها حين مرضه بمرض عضال 0 وهذا الخوف وسيلة دفاع يدفع الفرد لتجنب المؤثر ، والدفاع عن النفس ، واتخاذ أساليب التكيف المناسبة لتحقيق التوازن والعودة إلى الحالة السوية ، فهو خائف شائع وغالب ، ويتناسب مع شدة المؤثر والموقف ، إلا أن الخوف قد يتطور متجها بصاحبه إلى الاضطراب محدثة ما يُسمى الرهاب أو الخوف المرضي العصابي 0  • تعريف الرهاب :   يعتبر الرهاب خوف مستمر وشديد من موقف أو شيء لا يشكل خطرا فعليا حقيقيا على الشخص ، كالخوف من الأماكن المرتفعة والمكشوفة أو الخوف من الأماكن المغلقة ، والخوف من الظلام أو الحيوانات 0   إننا جميعا نخاف تلك الأشياء إذا بلغت حدا معينا أو تجاوزته بحيث تشكل تهديدا فعليا لنا 0 أما الرهابي فهو يخافها وهي لا تستدعي الخوف ولا تشكل خطرا عليه ، ولكنه يدركها كذلك ، ولا يستطيع التخلص من خوفه هذا       فالرهاب هو : خوف غير منطقي ولا معقول من موقف أو شيء لا يستدعي هذه الدرجة من الخوف مع محاولة المريض تجنب هذا الموقف بسرعة 0 ويسمى هذا الموقف بالمثير الرهابي Phonic Stimulus 0     ويعرف الرهاب Phobia أيضا بأنه خوف زائد وغير مبرر ومستمر من شيء أو ظرف أو وضع حياتي معين وواضح لدى المريض المصاب بالرهاب وغالبا ما تصحب هذا الخوف رغبة ملحة في تجنب هذه الأشياء أو الأوضاع 0    • حدوث الرهاب وانتشاره :      بينت بعض الدراسات الحديثة أن انتشار الرهاب يبلغ 5,4% حتى 13,4% ، وفي حين أكدت بعض الدراسات الأخرى أن نسبتها تصل إلى 20 % من الحالات العصابية 0 والرهاب أكثر شيوعا عند الإناث منه عند الذكور 0   • أشكال الرهاب   هناك ثلاثة أشكال للرهاب وهي :ـ رهاب الأماكن المكشوفة المفتوحة أو المكشوفة Agoraphobia : ويسميه بعض علماء النفس ( رهاب الساح ) ، أي الخوف من التواجد في الساحات 0 ويحدث هذا الرهاب إمّا مع نوبات هلع وإمّا قلق حاد بدون هلع 0 ولكن الأول أكثر حدوثا من الثاني 0 وهو غالبا ما يبدأ يظهر في أواخر المراهقة المتأخرة ( حوالي سن العشرين ) 0 وقد يحدث بعد ذلك أيضا ، ويشتد هذا الاضطراب أو يضعف حسب المواقف التي يمر بها الفرد من يوم إلى آخر خلال حياته اليومية وخلال تطور هذا الاضطراب فإن الشخص يبقى حبيس المنزل مقيدا فيه بلا خروج 0 ويتجنب المواقف والمواضع والأمكنة مما يؤثر ذلك في عمله وأدائه اليومي 0 ويحاول الشخص أن يخفف من القلق الذي يعانيه عن طريق تناوله للكحول أو تناول المهدئات لدرجة تصل إلى الإدمان والاعتماد • اللوحة السريرية لهذا الرهاب     أ ـ يخاف المريض الوحدة والعزلة والبقاء منفردا ويتجنب ذلك ، حيث نراه أيضا يدخل أمكنة مزدحمة 0     ب ـ تقيد الشخص وضعف أنشطته وأعماله اليومية العادية ، حتى يسيطر عليه سلوك التجنب        ج ـ لا يعزى هذا الاضطراب إلى نوبات الاكتئاب أو الوساوس القهرية ، الزور الهذائي ، أو الفصام 0ـ الخوف الاجتماعي Social phobia :أو الرهاب الاجتماعي : هو الخوف القوي والمستمر من الوضع (أو النشاط) الاجتماعي الذي يتوقع منه الإحراج في مكان يحتوي على عدد محدود من الناس حول المريض كالمطاعم والفصول الدراسية والحفلات الصغيرة والحديث مع شخص آخر وبالذات الغرباء وذوي النفوذ وهكذا. وليست الأماكن التي تحوي أعداد غفيرة من الناس كالأسواق الكبرى والمزدحمة المريض نفسه يشعر أن خوفه مبالغ فيه وليس هناك ما يدعو له ولكنه لا يستطيع التحكم والسيطرة على هذا الخوف 0 يؤدي هذا المرض للكثير من الشعور بالضيق لدى المريض كما أنه قد يؤدي إلى عرقلة الكثير من أنشطته الحياتية اليومية بل قد يقتل طموحه في النجاح والتقدم في الحياة نتيجة شعوره بانعدام ( الثقة بالنفس ) وعدم قدرته في الانخراط في الأنشطة الاجتماعية 0 وهو خوف غير منطقي ولا معقول من المواقف التي تتطلب من الشخص الانخراط والتواجد مع الآخرين 0 ويحاول المصاب بهذا الاضطراب تجنب ذلك باستمرار ، وإذا ما دُفع الشخص إلى مثل هذه المواقف واضطر أن يتواجد فيها ، فإنه يعاني قلقا حادا يدفعه للهروب 0 ولا يُعزى هذا الاضطراب إلى عرض عقلي آخر 0ومن أشكال هذا النوع من الخوف :ــ خوف الشخص من الحديث أما جمع من الناس 0ــ الأكل في مكان عام ــ الكتابة أثناء التواجد مع أناس آخرين 0والشخص المريض بالخوف الاجتماعي يخاف واحدة فقط من تلك النماذج 0ويشعر المصاب أن الآخرين سوف يتعرفون على قلقه وسيكتشفون الدليل على توتره في مثل هذه المواقف التي يتجنبها 0 أمّا الشخص الذي يخاف الكتابة أمام الآخرين فإنه يعتقد أنهم سيلاحظون ارتجاف يديه وتوترهما 0 وهذا الاضطراب يبدأ عادة في نهاية عادة في نهاية مرحلة الطفولة وبداية المراهقة 0 ويكون بشكل مزمن حيث يتطور إلى الدرجة التي يعيق الفرد عن أداء الفرد وقيامه بأنشطته المعتادة ، وهذا يؤدي إلى إزمان القلق وإلى سلوك الانسحاب والتجنب 0 وانتشار هذا النوع من الخوف أقل من السابق إلاّ أنه يماثله من حيث أنه يدفع المريض إلى تناول الكحول والمهدئات لدرجة التعود ، وكل ذلك للهروب من الهلع والقلق الحاد 0 ونسبة انتشار الرهاب الاجتماعي تتراوح بين 3 و 13% من الناس 0 ولا يعني أن كل هذه النسبة سوف تتوجه للطبيب النفسي طلبا للعلاج بل أكثر المصابين يحاولون التغلب على أعراض المرض بأنفسهم أو يستسلمون للمرض بشكل كامل مع شدة معاناتهم منه0 غالبا ما يصاب المريض بالرهاب في سن صغيرة وبالذات في سن المراهقة ولكنه قد ينشأ ( بشكل غير ملحوظ ) في سن الطفولة المبكرة 0 وعكس ما هو متوقع أو الشائع عنه, فإن نسبة الذكور مساوية إن لم تزد عن الإناث 0وعادة يصاحب الرهاب الاجتماعي مرض نفسي آخر كأمراض القلق والاكتئاب والوسواس القهري وسوء استعمال المخدرات 0 فقلما تجد حالة مريض بالرهاب تخلو من هذه الأمراض أو أعراضها على أقل تقدير 0• الأسباب:لا يوجد سبب معين معروف لحد الآن لهذا الاضطراب النفسي رغم شيوع حالاته وتعدد صوره الإكلينيكية إلا أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورا كبيرا في نشوء أعراض المرض أو تحديد صوره على الأقل 0ومن الأسباب :    ـ العوامل السلوكية والنفسية : حيث يعتقد أن الأشخاص المصابون بالرهاب الاجتماعي نشئوا في بيئة أو بيت يدعم السلوك الخجول ولا يشجع النشاط الاجتماعي والمشاركة فيه عموما 0 ويسود الاعتقاد أن الأبوين في أسرة المريض بالرهاب الاجتماعي يعانون من اضطراب الهلع (Panic Disorder) والذي يتبلور على شكل خجل لدى الأولاد حينما يكبرون 0 ويظن بعض الباحثين أن سلوك الوالدين الذي يتراوح بين الإهمال الزائد أو الاهتمام الزائد عن الحد له دور في ظهور السلوك المتسم بالخجل الاجتماعي والانطوائية 0 توجد نسبة لا بأس بها من آباء المرضى المصابين يتسمون برفض ونبذ أبنائهم وعدم إظهار العاطفة تجاههم بشكل كافي       ـ اضطراب نسب النواقل العصبية: الأدرينالين : أثبت استعمال قوافل مستقبلات الأدرينالين من نوع (بيتا B) مثل الإنديرال Inderal (بروبرانولول Propranolol) عند الحاجة لخوض تجربة اجتماعية محرجة أو صعبة أو مقلقة مثل إلقاء خطبة عامة أو أداء امتحان صعب أثبت ذلك وجود نظرية اضطراب نسبة الأدرينالين عند المصابين بالرهاب الاجتماعي. فقد تفرز كمية أكبر من الطبيعية من مادة الأدرينالين طرفيا ومركزيا عند المصابين بهذا المرض أو أن مستقبلات الأدرينالين لديهم تتميز بحساسية مفرطة لهذه المادة. الدوبامين: أثبتت الدراسات المتكررة وجود اضطراب في مستوى الدوبامين لدى المصابين بالرهاب الاجتماعي      ـ الوراثة : يصاب أقارب المصابين من الدرجة الأولى ثلاثة أضعاف الناس الذين ليس لهم أقارب من الدرجة الأولى غير مصابين بالرهاب الاجتماعي 0 كما أن نسبة وجود المرض في التوائم المتطابقة أكبر بكثير من التوائم غير المتطابقة 0• اللوحة السريرية :أ ـ خوف غير معقول ومستمر من المواقف التي تتطلب من الفرد انخراطا وتواجدا مع الآخرين ومحاولات دائمة لتجنب مثل هذه المواقف ، لشعوره بأن الآخرين يسخرون منه ، أو يُربكونه0       ب ـ توتر وضيق شديدان بسبب وجود الاضطراب عند الفرد ، مع معرفته بأن خوفه مبالغ فيه وغير معقول          ـ لا يُعزى الاضطراب إلى أي مرض عقلي آخر ، مثل الاكتئاب أو اضطراب الشخصية الانسحابية 0• مسار ومآل المرض :قد يبدأ الرهاب الاجتماعي (أو يربطه المريض) بحادثة اجتماعية بعينها حصلت له قبل بداية الأعراض مباشرة كموقف محرج جدا أمام عدد من الناس. بداية المرض تكون في غالب الحالات في سن مبكرة ويتخذ المرض المسار المزمن بالرغم من التحسن الكبير الذي يلحظه المريض عند علاجه وقدرته على العودة لسالف عهده مع الأنشطة الاجتماعية0العلاج    ـ العلاج النفسي والسلوكي     من أنجع العلاجات في حالات الرهاب الاجتماعي وبالذات العلاج السلوكي ومن أمثلة العلاج السلوكي هو أسلوب التعريض التدريجي . ويعتمد هذا الأسلوب على تعريض المريض وتدريبه على الاحتكاك بالناس والنشاطات الاجتماعية بشكل متدرج ويبدأ بالأوضاع أو الناس الأقل إثارة لمخاوفه وبأقل عدد منهم. فمثلا إذا كان يشعر بالحرج من الحديث أما عدد كبير من الناس أو الأغراب فإنه يبدأ بالحديث إلى الناس الذين يعرفهم وبالهاتف ثم يزيد من دائرة احتكاكه بالناس تدريجيا وبشكل مباشر ومتدرج. في كل مرحلة تدرجية يتعرض لها المريض ينصح بممارسة تمارين الاسترخاء التي تجعله يتحكم في نفسه وأعراض القلق في مثل هذه الأوضاع الاجتماعية المقلقة. ينبغي أن يستغل المريض فترات التحسن مع العلاجات الدوائية لزيادة الثقة في نفسه وفي قدرته على السيطرة على الوضع وأن الرهاب الاجتماعي قابل للعلاج 0من الأساليب الأخرى في العلاج النفسي هي تمارين (التعريض بالتخيل) وذلك بأن يتخيل المريض الأوضاع الاجتماعية التي تثير قلقه والتي يتجنبها المريض حتى يتلاشى القلق وهذه التمارين تساعد المريض على التحكم في مخاوفه ومعظم أعراض القلق التي تحرجه عند التعرض للموقف المثير للرهاب على أرض الواقع. قد يحتاج المريض لبعض التمارين الاجتماعية ومحاولة إثبات الذات (حتى لو بدت هذه التمارين بسيطة) فمثلا يتعمد المريض سؤال شخص ما في الشارع عن اسم أو عنوان بمجرد أن يشك المريض أنه لا يعرف المكان المقصود بشكل دقيق. يحاول المريض الزيادة من هذه التمارين وتكرارها. يستفيد المريض كثيرا من خلال القيام بما يشبه الواجبات المنزلية مثل عمل البروفات أو المشاهد الخيالية تدور حول كيف يجب أن يتصرف في حالة تعرضه لما يخيفه اجتماعيا 0 إن تواصل المريض مع آخرين مصابين بالرهاب الاجتماعي يفيده كثيرا وخاصة تبادل الخبرات الشخصية في كيفية التغلب على الأعراض. وقد يتم ذلك بترتيب ما يسمى بجلسة العلاج الجماعيـ العلاج الدوائي :     أ ـ المهدئات(المطمئنات) الصغرى Minor Tranquilizers :  تستعمل بشكل مؤقت في بداية العلاج أو عند اللزوم فقط ولا ينصح بتناولها إلا تحت إشراف الطبيب المعالج وبالجرعة وللفترة التي يحددها فقط. مثل: زاناكس(Xanax), ريفوتريل(Rivotril).ب ـ مثبطات ارتجاع السيروتونين Selective Serotonin Reuptake Inhibitors:تعتبر العلاج الدوائي الأفضل لحد الآن للرهاب الاجتماعي. مثل : السيروكسات(Seroxat) , الفافرين(Faverin) , البروزاك(Prozac).ج ـ مثبطات أكسدة الإنزيمات الأحادية الأمين Mono Amine OxidazeInhibitors(MAOI) : مثل نارديل(Nardil) , أوروريكس(Aurorix)د ـ دواء الإيفيكسور Effexorهـ ـ قوافل مستقبلات الأدرينالين من نوع (بيتا B): مثل إنديرال (Inderal) وتستعمل عند العزم على القيام بنشاط اجتماعي وذلك بأخذ الجرعة قبل 30 أو 60 دقيقة قبل النشاط المزمع القيام بهو ـ بوسبار(Buspar): يزيد فاعلية الأدوية الأخرى وبالذات عند استعماله مع موانع ارتجاع السيروتونين• ملاحظات وتنبيهات مهمة :ما يجب الإحاطة به أن أفضل النتائج تحصل عند الجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي أكثر مما يحصل عند استعمال أحدهما منفردا. كما يجب الحذر من قطع الأدوية والمتابعة مع الطبيب المعالج بمجرد حصول تحسن(حتى لو بشكل كامل) بل يجب الاستمرار حتى يوقف الطبيب العلاج تحت إشرافه 0قد يغري التحسن الكبير مع استعمال المطمئنات الصغرى المريض لطلب هذه الأدوية وصرفها من عدة مصادر وهذا ينطوي على خطر التعود على هذه الأدوية ولذا ننبه إلى ضرورة التقيد بتعليمات الطبيب بهذا الخصوص.ـ الرهاب البسيط ، أو المخاوف المرضية البسيطة Simple Phobia :وتدور هذه المخاوف حول منبه أو مثير واحد بسيط غير مركب مثل : النار ، الظلام ، الموت ، أداة حادة ، حشرة زاحفة وتختلف بداية حدوث هذه المخاوف ، إلا أن الخوف من الحيوانات تبدأ في مرحلة الطفولة ، والكثير منها يبقى مع الفرد خلال حياته دون معالجة ، وبعض المخاوف يعاني منها الفرد حيث ليس باستطاعته تجنب المثير المخيف• اللوحة السريرية :ـ خوف غير معقول ، ومستمر لموقف أو شيء يدفع صاحبه إلى تجنبه ، وغالبا ما يكون حيوانات معينة أو أماكن مغلقة أو عالية جداـ ضيق وقلق من هذا الاضطراب ومعرفة الشخص المصاب بأن هذا الخوف الذي يعانيه مبالغ فيه وغير منطقيـ لا يعزى إلى أي اضطراب عقلي آخر ، مثل : الوساوس القهرية أو الفصام   الفصام - الشيزوفرينيا Schizophreniaالفصام هو اضطراب عقلي يصيب حوالي واحد من كل مئة شخص , وأكثر المصابين به تتراوح أعمارهم بين 15 و 35 سنة , ومع ذلك فهو من الممكن أن يبدأ في أي عمر وهو يصيب الذكور والإناث بنفس النسبة حيث تصل الإصابة به إلى 1 بالمائة من سكان العالم , ويكون أكثر في المدن منه في المناطق الريفية كما يكون أكثر بين الأقليات العرقية .أسباب الفصام     حتى الآن لم تعرف ما هي أسبابه , ولكن يرجح أن تكون مجموعة من العوامل والتي تختلف من شخص لآخر.واحد من كل عشرة أشخاص مصابين بالفصام يكون أحد والديه مصاب بالمرض , كما أن دراسات التوائم تشير إلى تأثير الجينات حيث تكون النسبة عالية في إصابة التوأم الثاني عند إصابة الأول بالفصام وذلك في التوائم التي تنشأ من بويضة واحدة , وبالنسبة للتوائم غير المتطابقة والتي تنشأ من بويضتين فتكون نسبة إصابة الثاني أقل وذلك عند المقارنة بنسبة الإصابة في التوائم المتطابقة وتكون النسبة في الإخوة غير التوائم أقل منها في التوائم , و يوضح هذا أن الفرق هو بسبب الجينات أكثر من التربية و التنشئة.إصابات المخ أثناء الحمل والولادةتزداد نسبة الإصابة في الذين تعرضوا لمشاكل أثناء الولادة لتؤثر على إمداد الاوكسوجين إلى دماغ الطفل , وكذلك في الذين أصيبوا بالأمراض الفيروسية خلال الأشهر الأولى من الحمل. وقد ساعدت الفحوص في الكشف عن وجود أجزاء بالمخ غير كاملة النمو عند هؤلاء الأشخاص .المخدرات والكحولاستعمال المخدرات مثل عقار الهلوسة LSD و الامفيتمينات Amphetamine و الحشيش وكذلك الكحول أحيانا تكون مصحوبة بالفصام .الإجها د     لوحظ أنه قبل فترة وجيزة من بداية أو زيادة الأعراض سوءا وجود صعوبات و ضغوطات في الحياة مثل حوادث السيارات ، أو حالات الوفاة أو مثل صعوبات العمل أو الدراسة أو صعوبات طويلة الأمد مثل التوتر الأسري .الحرمان وسوء المعاملة في مرحلة الطفولةتشير بعض الأدلة إلى أن الحرمان وسوء المعاملة في الطفولة يمكن أن يساعد على الإصابة بالفصام.  وبصورة عامة فإن كثير من المصابين بالفصام قادرون على الاستقرار والعمل ولا يذهبون إلى المستشفى و لهم علاقات دائمة. ونسبة من هؤلاء يتحسنون تماما مع الوقت ونسبة أخرى تتحسن مع بقاء بعض الأعراض والبعض يظل يعانى من أعرض مستمرة .أعراض الفصام  الهلوسة Hallucinations وتحدث عندما تسمع أو تشم ، أو تشعر أو ترى شيئاً ولكن في الحقيقة لا يوجد شيء حقيقي على أرض الواقع .وأكثر أنواع الهلوسة شيوعا هو سماع الأصواتauditory hallucinations وهذه الأصوات تكون بالنسبة للشخص المصاب بالفصام مثل الحقيقية تماما وهى بالنسبة له تأتى من محيطه الخارجي وهذه الأصوات قد تخاطبه وتتحدث إليه وقد تكون حوار يتحدث عنه أو هو المقصود به وهذه الأصوات قد تكون مسلية أو مزعجة وقد تحمل كلمات أو ألفاظ نابية وقد يستجيب الشخص المصاب بالفصام إلى هذه الأصوات بتنفيذ ما تطلبه منه رغم إدراكه ما في ذلك من خطأ أو إيذاء لنفسه وقد لا يستجيب ولكنه يشعر حين ذلك بالكآبة , وقد فسر العلماء والمتخصصين هذه الأصوات على أن مصدرها هو نشاط لنفس المنطقة بالمخ- والتي تفسر الأصوات القادمة من المحيط الخارجي في الشخص الطبيعي- ولكن في حالة الإصابة بالفصام تكون الإشارات الواردة لهذه المنطقة من داخل مخ الشخص المصاب وليس من المحيط الخارجي وقد اعتمدوا في تفسيرهم على رصد نشاط المخ للأشخاص المصابين .   ويوجد أنواع أخري للهلوسة منها الهلوسة البصرية visual hallucinations والتي تعنى رؤية أشياء بالعين دون وجودها , والهلاوس التي تتعلق باللمس tactile hallucinations والتي تعنى شعور الشخص بأن أحدا أو شيئا يلمسه دون وجود ذلك على أرض الواقع, وقد تكون الهلاوس متعلقة بحاسة الشم وذلك عند شم أشياء دون وجود مصدر حقيقي تنبعث منه الروائح التي يشمها المصاب بالفصام olfactory hallucinations.  الضلالات Delusionsوهى أن يعتقد المريض بالفصام في شيء مع الاقتناع التام به ، رغم أن هذا الاعتقاد يكون مبني على سوء فهم للأمور والأحداث , ورغم أن الآخرون يرون أن هذا الاعتقاد خاطئا وغريباً أو غير واقعي وهم لا يستطيعون في الواقع أن يناقشوا هذا الاعتقاد مع المريض . وإذا تم الاستفسار عن سبب هذا الاعتقاد تكون الإجابة ليس لها معنى أو لا يتمكن المريض أن يشرح للمستفسر شيئا مقنعا أو معقولا أو مقبولا ومع هذا يظل المريض بالفصام يبدى أن ما يعتقده هو الحقيقة. وقد تبدأ الضلالات فجأة أو قد يشعر المريض بالفصام أن هناك شيء غريب يحدث ، إلا أنه لا يستطيع أن يفهمه أو يفسره. وقد تحدث الضلالات عندما يحاول الشخص الذي يعانى من الفصام فهم أو تفسير الهلاوس التي يعاني منها. فمثلا إذا كان يسمع أصوات تتعلق بما يقوم به ، فيفسر هذا بتوهم أنه مراقب من جهات أمنية مثلاً .ومن الضلالات ضلالات الاضطهادParanoid Delusions , والتي تكون مزعجة للمريض و للأشخاص الذين يعتقد بأنهم يضطهدونه فمثلا من تفاصيل و أحداث بسيطة في الحياة اليومية لا علاقة لها بالجنس أو الخيانة قد يعتقد الشخص الذي يعانى من الفصام أنها دلالة على أن شريكه في الحياة غير مخلص , بينما الأشخاص الآخرين يعتبرون هذه التفاصيل والأحداث طبيعية ولا تدعو للشك .وقد يعتقد أن الجيران يستخدمون مؤثرات أو أجهزة للتسلط أو السيطرة عليه .    ومن الضلالات أيضا ضلالات المرجعية Reference Delusions والتي عند حدوثها يفسر المريض الأحداث اليومية والطبيعية التي تدور حوله بأنه المعنى بها , أو أنها مرتبطة به. فمثلا يعتقد أن الإذاعة أو التلفزيون تبث برامج عنه.  و هذه الضلالات لا يناقشها المريض مع الآخرين لأنه يعتقد أنهم لن يفهموها. وقد تؤثر الضلالات على تصرفات الشخص فإذا كان يظن أن الآخرين يحاولون أن يؤذوه أو يضايقوه ، فسوف يحاول أن يبتعد عنهم ، وأحيانا قد يشعر أنه يرغب في الانتقام منهم .اضطراب الفكر Thought disorderيجد المريض صعوبة في التركيز, فلا يستطيع قراءة مقالة في صحيفة أو مشاهدة برنامج تلفزيوني إلى نهايته أو متابعة الدراسة أو التركيز في العمل , وتكون أفكاره مشوشة وينتقل من فكرة إلى فكرة دون وجود أي صلة واضحة بينهما. وقد لا يمكنه أن يتذكر ما يريد التفكير به أصلا و يصف بعض المخالطين لهم أفكارهم بأنها "مبهمة" أو "مشوشة" ويكون من الصعب عليهم أن يفهموه .يشعر المريض بأنه مُسيطر عليهفيشعر أن أفكاره هي ليست له بل أن شخصا آخر قد وضعها في عقله . ويشعر أن جسمه مُسيطر عليه وكأنه رجل آلي والبعض من المرضى يفسر ذلك بأن جهازا مسلطا عليه وأشخاص آخرين يفسرها بالسحر، والأرواح ، أو الشيطان .الأعراض السلبية Negative Symptomsوتكون أقل وضوحا من الأعراض السابق ذكرها ومنها زوال الاهتمام بالحياة وزوال العواطف و صعوبة التحمس لشيء , وفقدان القدرة على التركيز و عدم الرغبة حتى في الخروج من المنزل وصعوبة العناية بنفسه وبملابسه أو ترتيب غرفته و البيت وعدم الارتياح مع الناس والشعور بعدم وجود شيء يمكن التحدث به أو قوله .فقدان البصيرة Loss of insightيشعر المريض أن الجميع على خطأ ، وأنهم لا يمكنهم فهمه كما يشعر بفقد السيطرة على كل حياته.ومن الجدير بالذكر أنه في مريض الفصام لا تظهر كل الأعراض مجتمعة فقد يعانى من الهلاوس ويكون تفكيره غير مشوش وقد يكون لديه ضلالات ولكن لا تظهر عليه الأعراض السلبية وقد يكون لديه الأعراض السلبية فقط .علاج الفصام  المرضى الذين يعانون من أعراض بسيطة قد لا يحتاجون إلى علاج وذلك مثلا هو الحال بالنسبة للذين يسمعون أصوات دون وجود أعراض أخرى , ولكن عندما تكون هذه الأصوات مرتفعة أو مزعجة فإنهم يحتاجون للعلاج .  نسبة من المرضى وخاصة ذوى الأعراض الشديدة والذين يعانون من اكتئاب ولا يتلقون رعاية أو علاج تزداد بينهم نسبة الانتحار. وكلما ترك المريض دون علاج من البداية , فإن تأثير الفصام على حياته يزداد بينما تكون النتائج أفضل عند تقديم العلاج من البداية . وعند التشخيص المبكر والعلاج المبكر تكون فرصة تحسن المريض بالمنزل أكبر وإذا كان دخول المستشفى ضروريا فتكون الفترة أقل .تساعد الأدوية في التقليل من أعراض المرض المزعجة مع العلاجات المساعدة الأخرى مثل دعم الأهل والأصدقاء ، والعلاج النفسي . الأدوية تساعد في التقليل من الأوهام والهلوسة بالتدريج على مدى بضعة أسابيع وتساعد على التفكير بشكل أكثر وضوحا ومن قدرة المريض على الاعتناء بنفسه .و تستخدم في العلاج      مضادات الذهان من الجيل الأول typical antipsychotics , وهي تعمل عن طريق التقليل من عمل مادة كيميائية في المخ تسمى الدوبامين. وهذه الأدوية لها تأثيرات جانبية كالتصلب والارتعاش والمشابهة التي تحدث في مرض باركنسون وللتغلب عليها تقلل جرعات الدواء أو تعطى الأدوية المضادة لمرض باركنسون عند ضرورة تعاطى الجرعات المرتفعة وعدم إمكانية تقليلها , ومن أمثلة هذه الأدوية والتي تكون على شكل أقراص.     مضادات الذهان من الجيل الثاني هي أدوية ظهرت حديثا. وهى تعمل على مجموعة أخرى من المواد الكيميائية في المخ ومن الآثار الجانبية لهذه الأدوية النعاس والخمول وزيادة الوزن. وقد تكون هذه الأدوية على هيئة أقراص أو على شكل حقن.    وبجانب العلاج الدوائي يكون العلاج النفسي , والذي يقوم به الأطباء النفسيين ويهتم هذا العلاج بتحديد المشكلات والنظر في كيفية تفكير المريض بهذه المشاكل , وكيفية التصرف تجاهها , وتأثير تفكيره أو تصرفاته على مشاعره , وأي من هذه الأفكار أو التصرفات غير واقعية , وإيجاد طرق أخرى للتفكير في هذه الأمور والتصرفات ، والتي ستكون أكثر ويكون ذلك من خلال عدد من الجلسات .       والعلاج الأسرى ويهدف إلى توعية الأسرة بالدور الذي عليها لدعم المريض وتعريف الأسرة بالفصام .  الذُهان Psychosi     هو اضطراب عقلي خطير، يؤدي بصاحبه إلى تعطيل إدراكه واستيعابه وذاكرته وعجزه عن رعاية نفسه، أي الى إلى الجنون، كما يصيب الشخصية والسلوك بالتفكك والاضطراب ،لذا يمنع المذهون ان تكون له علاقة بالآخرين، وهو لا يعي أنه مريض فهو فاقد الاستبصار، وتأتيه هلوسات وهذاءاتوالذهان نوعان : ذهان عضوي وذهان نفسي :     .الذهان العضوي: وهو مرتبط بتلف في المخ او الضمور في انسجته نتيجة مرض أو حادث، ومن ذلك الذهان الكحولي بسبب إدمان الكحول،والذهان الإنسمامي بسبب إدمان العقاقير، وذهان تصلب شرايين المخ، وذهان زهري الجهاز العصبي المركزي،وذهان الالتهاب السحائي، وذهان الشلل العام ، وكلها اضطرابات عقلية تترتب على امراض عضوية معينة ذاتية المنشأ أو سببها التلوث الجرثومي، وذهان النفاس والذهان الحملي ويحدثان خلال الحمل أو عند الولادة، وذهان الحمى، وذهان المجاعات بسبب الاضطرابات الغذائية، وذهان اضطرابات الغدد الصماء وذهان الاضطرابات الأيضية.. الذهان النفسي: اي ان منشأه امراض الفُصام والهذاء والهوس. ومن أنماطه ذهان الاكتئاب والذهان التفاعلي ، وذهان المواقف وذهان سن اليأس والمسمى بالذهان الانتكاسي.والمذهون النفسي تتناقص صلته بالعالم الواقعي حتى أنه يعيش في دنيا خاصة به وكأنه يحلم ، وفي الحالات الشديدة قد يشمل التدهور كل الشخصية.وقد أجريت العديد من الدراسات حول الذهان فتبين ما يلي:. إن الإناث المصابات بذهان الهوس الاكتئابي والذهان الانتكاسي وذهان الشيخوخة أكثر عدداً من الذكور.. نسبة إصابة المتعلمين والأذكياء والموهوبين أكثر من غيرهم.. احتمالات الإصابة به بين المتزوجين أقل منها بين غير المتزوجين أو الأرامل أو المطلقات.. إن أهل المدن أكثر اصابة بالذهان من أهل الريف بنسبة الضعف.. إن أصحاب المهن الوضيعة والمداخيل المتدنية أكثر إصابة من اصحاب المهن المرموقة والمجتمعات الراقية. لم يتبين أن للاضطرابات الذهنية علاقة بالوراثة، ولكن من المحتمل أن للجينات المتحولة Mutant genes وظروف البيئة الاولى علاقة ما .. تزيد نسبة الاصابة بالذهان في المجتمعات المتحضرة والصناعية عنها في غيرها من المجتمعات .أعراض الذهان : اضطراب النشاط الحركي، فإما يبدو على المريض البطء والجمود والحركات الشاذة، وإما يبدو عليه زيادة في النشاط وعدم الاستقرار والهياج والتخريب.. تأخر الوظائف العقلية،اضطراب التفكير فتظهر غير مترابطة مشتتة. وتتشكل الاوهام مثل اوهام العظمة او الاضطهاد أو الإثم أو الإنعدام. ويظهر اضطراب الفهم بشدة، واضطراب الذاكرة والإدراك مع وجود هلوسات بأنواعه البصرية والسمعية والشمية والذوقية واللمسية والجنسية. ويلاحظ اضطراب الكلام وعدم تماسكه وترابطه ولا منطقيته،واضطراب مجراه فقد يكون سريعاً أو بطيئاً أو متقطعاً، واضطراب محتواه حتى ليصبح في بعض الأحيان وكأنهلغة جديدة خاصة. وأحيانا يكون هناك انفصال كامل عن الواقع. وعدم استبصار المريض بمرضه يجعله لا يسعى للعلاج ولا يتعاون معه وقد يرفضه.3. اضطراب الانفعال: فيبدو على المريض التوتر والتبلد وعدم الثبات الانفعالي والتناقض الوجداني والخوف والقلق ومشاعر الذنب الحادة. وقد تراود المريض فكرة الانتحار .. اضطراب السلوك بشكل واضح فيبدو شاذاً نمطياً انسحابياً، واكتساب عادات وتقاليد وسلوك تختلف وتبتعد عن طبيعة الفرد.اسباب الذهان :.الاستعداد الوراثي المُهَيّأ إذا توافرت العوامل البيئية المسببة للذهان .. العوامل العصبية والأمراض مثل التهاب وجروح وأورام المخ، والجهاز العصبي المركزي والزهري والتسمم وأمراض الأوعية الدموية والدماغ كالنزيف وتصلب الشرايين.. الصراعات النفسية والإحباطات والتوترات النفسية الشديدة ، وانهيار وسائل الدفاع النفسي أمام هذه الصراعات والاحباطات .. الصدمات النفسية المبكرة والمشاكل الانفعالية في الطفولة.. الاضطرابات الاجتماعية وانعدام الأمن وأساليب التنشئة الخاطئة في الأسرة مثل الرفض والتسلط والحماية الزائدة.علاج الذهان الذهان مرض خطير، ولا يمكن معالجته إلا داخل مستشفى الامراض النفسية والعصبية. وفي الحالات المبكرة فإن الامل بالتحسن كبير ، الا أن النكسات محتملة، وفي حال تأخر العلاج فالتدهور والنكسات هي النيجة، إذ أن الذها     يتلف المخ، وتعتبر الذهانات الفصامية والهذائية أكثر أنواع الذهانات النفسية مقاومة للعلاج .وساتحدث ان شاء الرحمن في مشاركتي التالية عن أشهر انواع الذها.الذهان الإكتئابي Depressive Psychosisهو اضطراب انفعالي حاد يتسم المريض به بسوداوية المزاج، ويرى حياته سلسلة متواصلة من الفشل ويشعر باليأس. يعتزل الناس ويهيم في منزله قلقاً لا يستقر على حال ويسير متهالكاً منحنياً.ويظن ان الناس يتآمرون عليه ليقتلوه او يتخلصوا منه، ويكتسي وجهه بقناع جامد من الحزن محملقاً في اللاشيء لساعات ولا يحادث أحداً، وقد يحدث العكس فيصرخ ويهيج. وتنقطع شهيته للطعام ويعزف عنه تماماً ويتناقص وزنه سريعاً. وربما يهمل نفسه ومظهره فلا يهتم بنظافته وتسريح شعره وحلاقة ذقنه، ولا يشعر ياية رغبة جنسية.ينام اول الليل ثم يصحو مؤرقاً يفكر في الانتحار وقد يحاوله فعلاً وينجح في ذلك.وتتسم طفولة الشخص المصاب بذهان اكتئابي بعلاقات تفاعلية صادمة، بمعنى أنه يكون قد تعرض لمواقف جعلته يشعر وكأنه منبوذ عاطفياً وغير مرغوب فيه، ويقابل من المحيطين به بالصدود. وتستمر معه هذه الافكار وتنمو معه الى أن يتخطى فترة المراهقة فتهتز صورته عن نفسه ويتولد لديه شعور بأنه عديم القيمة، وتعمل الصدمات العاطفية في الكبر على ترسيخ هذا الشعور. وكل فشل يواجهه هو بمثابة دليل بالنسبة له على انه إنسان فاشل عديم القيمة.ولايتم علاج المريض بالذهان الاكتئابي إلا بإدخاله المستشفى، لمنعه من محاولات الإنتحار وإعطائه أدوية مضادة للإكتئاب وأحياناً جلسات كهربائية، أو يتم علاجه بالصدمة الكهربائية التشنجية. بالإضافة إلى العلاج النفسي لاحقاً مع إرشاد الأهل والمحيطين به عندما يحين موعد خروجه من المستشفى في كيفية التعامل معه وتهيئة الجو الاسري والنفسي المناسبين له..الذهان الإنتكاسي:Involutional Psychosisوهو ما يسمى ايضاً بذهان سن اليأس، أي أنه يحصل في سن معينة وهي الفترة التي تقل فيها الحيوية والقدرات الفكرية والجنسية لدى الشخص. وهي عند النساء بين الأربعين والخامسة والخمسين، وعند الرجال بين الخمسين والخامسة والستين، ولكن نسبة الاصابة به عند النساء اعلى قليلاً منه لدى الرجال.أعراض الذهان الانتكاسي الأولي:عدم الاستقرار والأرق والقلق الزائد والبكاء في نوبات، فإذا زادت الاعراض فإن المريض يكتئب ويظهر عليه الخوف والترقب، وقد يتهم نفسه بأخطاء ارتكبها ويلوم نفسه على أشياء حدثت له في الماضي، وقد يصاب من جراء ذلك بيأس شديد ويكاد يمزق شفتيه باسنانه او يقطع شعر راسه. وقد يهدد بالإنتحار او يحاوله. ويظن أن مرضاً عضالا يفتك به تكفيراً عما ارتكب .وغالباً ما يكون لشخصية المريض بالذهان الإنتكاسي قبل أن يصاب به طابع قهري، فهو عادة من النوع الجامد محدود العلاقات والاهتمامات الاجتماعية شديد التدقيق والالتزام بالاصول والشكليات . وتعرف المرأة بشدة غيرتها وكثرة شكوكها وهي غالبا باردة جنسياً قد تطول فترة العلاج ولكن الأمل دائماً موجود وبنسبة مرتفعة..ذهان الشيخوخة (الملانخوليا) Senile Psychosisهو عبارة عن تدهور نفسي خطير تبدأ أعراضه مع سن الستين أو نحوها . يتميز بوضوح بتدهور في وظائف المخ وشطط في تصرفات المريض، كعدم الثقة في نفسه أو في المحيطين به، واختلال ميزان الحكم على الظروف وعدم القدرة على وزن الامور بشكل سوي، وتدهور قوة الذاكرة أحياناً وضعفها وقلة الاحتفاظ بالذكريات وأحداث الماضي ، وعدم القدرة على التكيف بدقة مع الظروف التي تحيط به، وعدم تناسب سلوكه مع رد الفعل الواجب لهذه الظروف. ومن الجائز أن تهتز عواطف المريض وتتغير شخصيته المعروفة قبلا إلى شخصية أخرى مختلفة تماماً عن شخصيته الاولى . وقد يظهر ذلك أحياناً في صورة فظيعة تستحق الرثاء والعطف. وقد لا تظهر كل هذه الاعراض بدرجة واحدة في وقت واحد .وبرغم ان هذا النوع من العته يمكن ان يحدث في حالات مَرَضية، وأن الصورة المَرَضية للأعراض يمكن أن تختلف من حالة لأخرى معتمدة في هذا على نوع شخصية المريض السابقة وسِنه وأسباب اخرى مثل مكان المرض ومعدل سرعة تغير حالة المريض عند حدوث العته،ورغم كل ذلك فإنه يلاحظ أن التغير الأساسي يكون واضحاً في تبلد احاسيس المريض، وان تدهور قواه العقلية يظهر بجلاء في عدم إمكانية وزن الامور بميزانها الصحيح وسوء تقديره للزمان والمكان ، ولا يمكنه التحقق من الأماكن التي يريد ارتيادها أو ارتادها في الماضي. والميل للإنطواء والإنزواء والبعد عن الآخرين، التعب والوهن الجسدي والنفسي، الوساوس والهواجس التي تنتابه، الخوف والهلع، الشعور بتأنيب الضمير، التفكير بالإنتحار، الى جانب اصابته باعراض عضوية مثل الإسهال أو الإمساك.ويزداد استعداد المريض إلى الانفعال لأتفه الأسباب، ويتحول تدريجياً إلى شخص آخر مهمل في ملبسه ومظهره ونظافته، وربما يحاول أن يستعرض جسده وعضلاته وحتى أعضاءه الجنسية، ويمكن بشكل أو بآخر الاّ تنكشف هذه العلة إلا بعد فوات الاوان.كما يلازمه شعور بالإضطهاد ويتخيل ما لا وجود له مثل أن يكون مجرما والشرطة تطارده، أو أن من حوله يكرهونه ويدبرون له أمراً في الخفاء.إن المصاب بمرض ذهان الشيخوخة نهايته الجنون إن لم يقتل نفسه، وإن كتب له الشفاء فسيصاب حتماً بالهوس.الذهان الكحولي Alcholic Psychosisقد يؤدي التعاطي المزمن للكحول إلى الاصابة بالاضطرابات الذهانية ومنها التسمم الباثولجي الذي يصاب منه المتعاطي بالتشوش الذهني وسوء التوجه والتهيج والهلوسات والهذاءات والأضاليل الحسية والقلق والإكتئاب وقد يعنف سلوكه حتى ليقدم على الإنتحار أو يقتل ويسطو ويغتصب. وقد تستمر هذه الأعراض لدقائق أو تطول ليوم أو أكثر ويعقبها نوم طويل يصحو منه المريض فاقداً الذاكرة لما جرى خلال النوبة وقد يأخذ الذهان الكحولي شكل ما يسمى بالهلاس الحاد وأبرز أعراضه الهلوسات السمعية .الهذاء Paranoyaهو حالة مرضية ذهنية تتميز باعتتقاد باطل راسخ يتشبث به المريض بالرغم من سخافته وقيام الادلة الموضوعية على عدم صوابه.وتتسم هذاءات المريض بالمنطق،لكنه منطق لا يقوم على أساس صحيح ويجب التفريق بين الهذاء كمرض وبين السلوك الهذائي الذي يتسم بالعناد والتمسك الزائد بالآراء وعدم الاعتراف بالخطأ والغرور وإرجاع الفشل إلى تدخل الآخرين. كما يجب التفريق بين الهذاء وبين الفُصام الهذائي، فالمريض بالهذاء لا ينفصل عن الواقع، لكنه يفسره طبقاً لآرائه، لكن مريض الفصام الهذائي تكون اوهامه غريبة شاذة منفصلة عن الواقع أيضاً هنك فرق بين مريض الهذاء وبين المهووس، فالاول تكون أوهامه منظمة ومؤكدة وأفكاره ثابتة ودائمة ويكون قلقاً. أما المهووس فتكون اوهامه عابرة وافكاره محلّقة ويكون صاخبا متهيجاً غير مستقر.أعراض الهذاء:المريض بالهذاء يشك دائما في نوايا الآخرين ويرتاب في دوافعهم، ويعتقد دائماً أن الناس لا يقومون بتقديم خدماتهم أو مساعداتهم إلا لغاية في انفسهم، فتنصرف عنه الناس، عندئذ تزداد شكوكه فيهم وتقوى عنده مشاعر الحقد والغضب عليهم، فهو يرى نفسه ضحية لتآمرهم عليه. وبمرور الوقت تتحول حالته إلى هذاء اضطهادي، فيعزو ما لديه من اختراعات وهمية وما أصابها من إخفاق إلى مضطهديه وكارهي الخي وهو يضخم الأمور، ويتصرف بشكل عداوني فيلجأ إلى الإسقاط، اي بدلاً من ان يعلن كرهه ما يقول إن الآخر هو الذي يكرهه.وهو لا يؤمن بالصداقة فهو دائم الشك ، ومن يتودد إليه خاسر ، لأنه سيعتبر تودده فخاً يريد الآخر أن يوقعه فيه .أنواع الهذاء :. هذاء الإضطهاد: كأن يعتقد المريض ان الناس من حوله يتآمرون عليه ويريدون إلحاق الأذى عن عمد.       .هذاء العظمة : كأن يعتقد المريض أنه شخصية بالغة الأهمية أو النفو        . هذاء توهم المرض : كأن يعتقد المريض أنه مصاب بمرض عضال رغم كل التحاليل والفحوصات التي تثبت له عكس ذلك        هذاء التلميح: والهمس والغمز ممن حوله، إذ يتوهم أن كل ذلك موجه ضده بنية سيئة، مما يدفعه إلى إعتزال الناس.. الهذاء السوداوي: يعتقد المريض في هذه الحالة أن مصائب الناس والكوارث البيئية والحروب، كلها حدثت بسببه، أي أنه يشعر بالذنب والإثم، لذا يرى أنه يستحق أي عقاب ينزل بهوبالعودة إلى طفولة الشخص المصاب بالهذاء ، فإننا نرى أنه يتسم بالوحدة والعزلة الاجتماعية وقلة الاصدقاء وعدم القدرة على تبادل الثقة والتقلب الانفعالي وعدم الأمن والشك والعناد، والتبرم والعصبية والحزن. وكلما اقترب الطفل من سن الشباب تزداد السمات التي كان يتسم بها في طفولت لتصل الى حدود الأنانية والمبالغة في تصور الأمور وتعقيدها والتذمر والعدوان كما تزداد لديه مشاعر الاضطهاد أو العظمةوفي سنوات الرشد تتضح سمات شخصيته اكثر فنرى الهذائي شخص متزمت، لا يتسامح في النقد والملاحظة، ويستخف بالآخرين أسباب الهذاء :    . اضطراب الجو الأسري وسيادة التسلطية ونقص كفاءة عملية التنشئة الاجتماعية   . اضطراب نمو الشخصية قبل المرض وعدم نضجها . الصراع النفسي بين رغبات الفرد في اشباع دوافعه وخوفه من الفشل في إشباعها لتعارضها مع المعايير الاجتماعية والمثل العليا .. الإحباط والفشل والإخفاق في معظم مجالات التوافق الاجتماعي والانفعالي في الحياة ، والذل والشعور بالنقص وجرح الأنا .. المشاكل الجنسية وسوء التوافق الجنسي، والعنوسة وتأخر الزواج والحرمان الجنسي      علاج الهذاء :من الممكن علاج المريض بالهذاء طبياً، وأكثر ما يعتمد عليه هو العلاج بالصدمات الكهربائية، والغاية تخفيف حدة قلق المريض، وحاولة العمل على تخليصه من الأوهام المسيطرة عليه، وجعله أكثر طواعية، إلا انه لا امل في شفائه تماما.النهك العصبي Neurastheni    هو إنهيار الجسم والعقل الذي فيهما يعمل الجهاز العصبي     تنشأ عوارض النهك العصبي إثر التفاعل مع الضغوط والضجر والخيبة، على أن البعض يكون أكثر عرضة له من البعض الآخر. واشارت الدراسات إلى أن الشخص النحيل الطويل العظام الوتري القوام يكون أكثر حساسية وأكثر قابلية للإصابة بالهواجس والاضطراب العصبي والقلق،بينما الشخص العضلي أكثر عرضة لتقلب المزاج وجيشان العاطفة والقيام بتصرفات مناهضة للحياة الاجتماعية. وهو يصيب الرجال والنساء على السواء .كما أن بعض الحِِرَف والمهن تسبب الضغوط وبخاصة تلك الأعمال الروتينية التي تثير الضجر ومع ذلك تتطلب الدقة والتركيز المتواصل. إلا أن الأعمال التي تتطلب المجازفة والمخاطرة كالجندية اوالجيش أو الإطفائية تبقي صاحبها بعيدا عن النهك العصبي، بل يتميز العامل في إحدى هذه المهن بقدرة عالية على التكيف مع الضغط ومجابهته بعزم  وهناك حالات معينة تعجل في بعث الشعور بالاعياء والخمول اللذين يشكلان السمة المميزة للنهك العصبي، مثل فقد عزيز او مرض شديدعوارض النهك العصبي:     . العوارض النفسية: الشعور بالضيق والتبرم وتدهور الروح المعنوية والتشاؤم، الشعور بالإحباط وضعف الطموح والشعور بالنقص والضعف والعجز، القلق العابرالمصحوب بالتوتر وعدم الاستقرار، تشتت الإنتباه وضعف القدرة على التركيز، وضعف الذاكرة، وعدم القدرة على مواصلة التفكير في موضوع معين ، الإستغراق في أحلام اليقظة، سرعة التهيج والغضب وعدم تحمل الضجيج والاصوات العالية، الاكتئاب والهم، الحساسية والانفعالية الزائدة، القابلية الشديدة للإستثارة، ضعف العزيمة والإرادة،فتور الهمة وضعف الحماس وعدم الرغبة في العمل وعدم القدرة على إتمام ما يبدأ في انجازه، عدم القدرة على تحمل المسؤوليات ، التردد وعدم القدرة على إتخاذ القرارات ، الهروب من مواجهة المشاكل وحلها ، الارتياب في الناس،السلبية، التمركز حول الذات، فتور النشاط الاجتماعي ، الاعتماد على الغير ، سوء التوافق المهني، وتوهم المرض       . الأعراض الجسدية : إرهاق وانحطاط في القوى، الإجهاد والاعياء لأقل مجهود، الخمول والكسل ونقص الحيوية والنشاط والضعف الصحي والعصبي والنفسي، ضعف الشهية وعسر الهضم والإمساك، هبوط ضغط الدم وتسارع نبضات القلب وشحوب الوجه،صداع متكرر، ضيق نفس، آلام الظهر واضطراب النوم والكوابيس، التعب عند الاستيقاظ من النوم، الضعف الجنسي عند الرجال واضطراب العادة الشهرية عند النساء.  الشخصية قبل الاصابة بالمرض     تتسم الشخصية قبل الإصابة بالنهك العصبي بالسمات التالية: قلة الكلام وقلة العمل ، التهرب من المسؤولية، استمرار الشكوى، التشاؤم، الشعور العام بعدم الرضا، الإنطواء والميل إلى العزلة،الشعور بعدم الأمن والرفض والإحباط الإنفعالي، الإتكالية والحاجة إلى الدعم والمساندة    أسباب النهك العصبي:. الصراع النفسي نتيجة تضارب الرغبات، الإحباط المتكرر وعدم اشباع حاجات الفرد، الفشل والحرمان واليأس والشعور بالنقص، الاضطرابات الإنفعالية العنيفة الطويلة، محاولة مقاومة العدائية المكبوتة.. النمو المضطرب للشخصية، عدم ضبط النفس، عدم وجود خطة وهدف للحياة،ضعف الثقة في النفس وسهولة الإيحاء والإستهواء،نقص الميول والإهتمامات.. الإضطرابات الأسرية والإنهيار الأسري وأساليب التربية الخاطئة، وجود اضطراب مماثل لدى أحد الوالدين أو الأشقاء واكتساب وتعلم الأعراض منه،ضعف الروح الاجتماعية وسوء التوافق الاجتماعي.  . العمل الشاق المرهق تحت الضغط المصحوب بالقلق والمجهود الكبير المرهق الذي يستنفذ الطاقة العصبية ويعوق الإسترخاء ويحول دون الإستمتاع بالحياة     . ضغوط ومطالب الحياة ومشاكلها وعدم الاستعداد لمواجهتها والضغوط النفسية المتعلقة بالإهانات والخضوع والحرو   . التكوين الجسمي، حيث أن ذوي التكوين الجسمي النحيف الواهن يتصفون بشدة حساسية الجهاز العصبي أكثر من سواهم .الكبت الجنسي والسموم الجنسية والانحرافات الجنسية المفرطة والصراعات الجنسية والإفراط في ممارسة العادة السرية والشعور بالإثم، حسب رأي فرويد.فوائد النهك العصبي:   من "أهداف وفوائد "النهك العصبي للمريض          . لفت الأنظار إليه واسترعاء الإنتباه       .الفوز بالعطف والتعاطف والاهتمام من الآخرين الحصول على الدعم النفسي وإشباع دافع الاعتماد على الآخرين دون المساس بالكرامة الشخصية.. تلقِّي الإعجاب لما يبذله المريض من جهود فوق طاقته كشخص مريض ضعيف الاعصاب مرهق القوى ، والنظر إليه كبطل مناضل.علاج النهك العصبي:     هناك طرق متعددة لمعالجة المريض بالنهك العصبي، منها:. على المريض أن يسعى  إلى مداهنة الخيبة والتحايل عليها.. إيجاد هواية محببة الى نفسه تشغل وقته           . ضرورة استمتاعه بالعطلة (الأجازة) التي يحصل عليها فتهدىء من أعصابه وتلطِّف مزاجه       . العلاج الطبي الذي يعتمد على استخدام المنشطات والمقويات والمهدئات مع الاهتمام بالراحة والنوم..العلاج النفسي عبر التحليل النفسي وتقوية زتأكيد الثقة بالنفس ومساعدة المريض على فهم إمكاناته ، مع الإهتمام بتنمية وتطوير شخصيته نحو النضج.      . العلاج الاجتماعي : تحسين الظروف الاجتماعية والتوافق الأسري، مع الاهتمام بالعلاج البيئي والاهتمام بالتوجيه المهني .     الذُهان Psychosis     هو اضطراب عقلي خطير، يؤدي بصاحبه إلى تعطيل إدراكه واستيعابه وذاكرته وعجزه عن رعاية نفسه، أي الى إلى الجنون، كما يصيب الشخصية والسلوك بالتفكك والاضطراب ،لذا يمنع المذهون ان تكون له علاقة بالآخرين، وهو لا يعي أنه مريض فهو فاقد الاستبصار، وتأتيه هلوسات وهذاءا       والذهان نوعان : ذهان عضوي وذهان نفسي :.الذهان العضوي: وهو مرتبط بتلف في المخ او الضمور في انسجته نتيجة مرض أو حادث، ومن ذلك الذهان الكحولي بسبب إدمان الكحول،والذهان الإنسمامي بسبب إدمان العقاقير، وذهان تصلب شرايين المخ، وذهان زهري الجهاز العصبي المركزي،وذهان الالتهاب السحائي، وذهان الشلل العام ، وكلها اضطرابات عقلية تترتب على امراض عضوية معينة ذاتية المنشأ أو سببها التلوث الجرثومي، وذهان النفاس والذهان الحملي ويحدثان خلال الحمل أو عند الولادة، وذهان الحمى، وذهان المجاعات بسبب الاضطرابات الغذائية، وذهان اضطرابات الغدد الصماء وذهان الاضطرابات الأيضية.. الذهان النفسي: اي ان منشأه امراض الفُصام والهذاء والهوس. ومن أنماطه ذهان الاكتئاب والذهان التفاعلي ، وذهان المواقف وذهان سن اليأس والمسمى بالذهان الانتكاسي.والمذهون النفسي تتناقص صلته بالعالم الواقعي حتى أنه يعيش في دنيا خاصة به وكأنه يحلم ، وفي الحالات الشديدة قد يشمل التدهور كل الشخصية.      وقد أجريت العديد من الدراسات حول الذهان فتبين ما يلي     . إن الإناث المصابات بذهان الهوس الاكتئابي والذهان الانتكاسي وذهان الشيخوخة أكثر عدداً من الذكو. نسبة إصابة المتعلمين والأذكياء والموهوبين أكثر من غيرهم.       . احتمالات الإصابة به بين المتزوجين أقل منها بين غير المتزوجين أو الأرامل أو المطلقات      . إن أهل المدن أكثر اصابة بالذهان من أهل الريف بنسبة الضعف.. إن أصحاب المهن الوضيعة والمداخيل المتدنية أكثر إصابة من اصحاب المهن المرموقة والمجتمعات الراقية.        . لم يتبين أن للاضطرابات الذهنية علاقة بالوراثة، ولكن من المحتمل أن للجينات المتحولة Mutant genes وظروف البيئة الاولى علاقة ما .     . تزيد نسبة الاصابة بالذهان في المجتمعات المتحضرة والصناعية عنها في غيرها من المجتمعات أعراض الذهان    . اضطراب النشاط الحركي، فإما يبدو على المريض البطء والجمود والحركات الشاذة، وإما يبدو عليه زيادة في النشاط وعدم الاستقرار والهياج والتخريب    . تأخر الوظائف العقلية،اضطراب التفكير فتظهر غير مترابطة مشتتة. وتتشكل الاوهام مثل اوهام العظمة او الاضطهاد أو الإثم أو الإنعدام. ويظهر اضطراب الفهم بشدة، واضطراب الذاكرة والإدراك مع وجود هلوسات بأنواعها      البصرية والسمعية والشمية والذوقية واللمسية والجنسية. ويلاحظ اضطراب الكلام وعدم تماسكه وترابطه ولا منطقيته،واضطراب مجراه فقد يكون سريعاً أو بطيئاً أو متقطعاً، واضطراب محتواه حتى ليصبح في بعض الأحيان وكأن  لغة جديدة خاصة. وأحيانا يكون هناك انفصال كامل عن الواقع. وعدم استبصار المريض بمرضه يجعله لا يسعى للعلاج ولا يتعاون معه وقد يرفضه.3. اضطراب الانفعال: فيبدو على المريض التوتر والتبلد وعدم الثبات الانفعالي والتناقض الوجداني والخوف والقلق ومشاعر الذنب الحادة. وقد تراود المريض فكرة الانتحار .. اضطراب السلوك بشكل واضح فيبدو شاذاً نمطياً انسحابياً، واكتساب عادات وتقاليد وسلوك تختلف وتبتعد عن طبيعة الفرد    اسباب الذهان :.الاستعداد الوراثي المُهَيّأ إذا توافرت العوامل البيئية المسببة للذهان .     . العوامل العصبية والأمراض مثل التهاب وجروح وأورام المخ، والجهاز العصبي المركزي والزهري والتسمم وأمراض الأوعية الدموية والدماغ كالنزيف وتصلب الشرايين     . الصراعات النفسية والإحباطات والتوترات النفسية الشديدة ، وانهيار وسائل الدفاع النفسي أمام هذه الصراعات والاحباطات     . الصدمات النفسية المبكرة والمشاكل الانفعالية في الطفولة      . الاضطرابات الاجتماعية وانعدام الأمن وأساليب التنشئة الخاطئة في الأسرة مثل الرفض والتسلط والحماية الزائد   علاج الذهان     الذهان مرض خطير، ولا يمكن معالجته إلا داخل مستشفى الامراض النفسية والعصبية. وفي الحالاالمبكرة فإن الامل بالتحسن كبير ، الا أن النكسات محتملة، وفي حال تأخر العلاج فالتدهور والنكسات هي النيجة، إذ أن الذهان         يتلف المخ، وتعتبر الذهانات الفصامية والهذائية أكثر أنواع الذهانات النفسية مقاومة للعلاج     وساتحدث ان شاء الرحمن في مشاركتي التالية عن أشهر انواع الذهان  .الذهان الإكتئابي Depressive Psychosiهو اضطراب انفعالي حاد يتسم المريض به بسوداوية المزاج، ويرى حياته سلسلة متواصلة من الفشل ويشعر باليأس. يعتزل الناس ويهيم في منزله قلقاً لا يستقر على حال ويسير متهالكاً منحنياً.ويظن ان الناس يتآمرون عليه ليقتلوه او يتخلصوا منه، ويكتسي وجهه بقناع جامد من الحزن محملقاً في اللاشيء لساعات ولا يحادث أحداً، وقد يحدث العكس فيصرخ ويهيج. وتنقطع شهيته للطعام ويعزف عنه تماماً ويتناقص وزنه سريعاً. وربما يهمل نفسه ومظهره فلا يهتم بنظافته وتسريح شعره وحلاقة ذقنه، ولا يشعر ياية رغبة جنسية.ينام اول الليل ثم يصحو مؤرقاً يفكر في الانتحار وقد يحاوله فعلاً وينجح في ذلك.وتتسم طفولة الشخص المصاب بذهان اكتئابي بعلاقات تفاعلية صادمة، بمعنى أنه يكون قد تعرض لمواقف جعلته يشعر وكأنه منبوذ عاطفياً وغير مرغوب فيه، ويقابل من المحيطين به بالصدود. وتستمر معه هذه الافكار وتنمو معه الى أن يتخطى فترة المراهقة فتهتز صورته عن نفسه ويتولد لديه شعور بأنه عديم القيمة، وتعمل الصدمات العاطفية في الكبر على ترسيخ هذا الشعور. وكل فشل يواجهه هو بمثابة دليل بالنسبة له على انه إنسان فاشل عديم القيمة     ولايتم علاج المريض بالذهان الاكتئابي إلا بإدخاله المستشفى، لمنعه من محاولات الإنتحار وإعطائه أدوية مضادة للإكتئاب وأحياناً جلسات كهربائية، أو يتم علاجه بالصدمة الكهربائية التشنجية. بالإضافة إلى العلاج النفسي لاحقاً مع إرشاد الأهل والمحيطين به عندما يحين موعد خروجه من المستشفى في كيفية التعامل معه وتهيئة الجو الاسري والنفسي المناسبين له.


2.الذهان الإنتكاسي:Involutional Psychosis

وهو ما يسمى ايضاً بذهان سن اليأس، أي أنه يحصل في سن معينة وهي الفترة التي تقل فيها الحيوية والقدرات الفكرية والجنسية لدى الشخص. وهي عند النساء بين الأربعين والخامسة والخمسين، وعند الرجال بين الخمسين والخامسة والستين، ولكن نسبة الاصابة به عند النساء اعلى قليلاً منه لدى الرجال.
أعراض الذهان الانتكاسي الأولي:
عدم الاستقرار والأرق والقلق الزائد والبكاء في نوبات، فإذا زادت الاعراض فإن المريض يكتئب ويظهر عليه الخوف والترقب، وقد يتهم نفسه بأخطاء ارتكبها ويلوم نفسه على أشياء حدثت له في الماضي، وقد يصاب من جراء ذلك بيأس شديد ويكاد يمزق شفتيه باسنانه او يقطع شعر راسه. وقد يهدد بالإنتحار او يحاوله. ويظن أن مرضاً عضالا يفتك به تكفيراً عما ارتكب .
وغالباً ما يكون لشخصية المريض بالذهان الإنتكاسي قبل أن يصاب به طابع قهري، فهو عادة من النوع الجامد محدود العلاقات والاهتمامات الاجتماعية شديد التدقيق والالتزام بالاصول والشكليات . وتعرف المرأة بشدة غيرتها وكثرة شكوكها وهي غالبا باردة جنسياً .
قد تطول فترة العلاج ولكن الأمل دائماً موجود وبنسبة مرتفعة.


3.ذهان الشيخوخة (الملانخوليا) Senile Psychosis

هو عبارة عن تدهور نفسي خطير تبدأ أعراضه مع سن الستين أو نحوها . يتميز بوضوح بتدهور في وظائف المخ وشطط في تصرفات المريض، كعدم الثقة في نفسه أو في المحيطين به، واختلال ميزان الحكم على الظروف وعدم القدرة على وزن الامور بشكل سوي، وتدهور قوة الذاكرة أحياناً وضعفها وقلة الاحتفاظ بالذكريات وأحداث الماضي ، وعدم القدرة على التكيف بدقة مع الظروف التي تحيط به، وعدم تناسب سلوكه مع رد الفعل الواجب لهذه الظروف. ومن الجائز أن تهتز عواطف المريض وتتغير شخصيته المعروفة قبلا إلى شخصية أخرى مختلفة تماماً عن شخصيته الاولى . وقد يظهر ذلك أحياناً في صورة فظيعة تستحق الرثاء والعطف. وقد لا تظهر كل هذه الاعراض بدرجة واحدة في وقت واحد .


وبرغم ان هذا النوع من العته يمكن ان يحدث في حالات مَرَضية، وأن الصورة المَرَضية للأعراض يمكن أن تختلف من حالة لأخرى معتمدة في هذا على نوع شخصية المريض السابقة وسِنه وأسباب اخرى مثل مكان المرض ومعدل سرعة تغير حالة المريض عند حدوث العته،ورغم كل ذلك فإنه يلاحظ أن التغير الأساسي يكون واضحاً في تبلد احاسيس المريض، وان تدهور قواه العقلية يظهر بجلاء في عدم إمكانية وزن الامور بميزانها الصحيح وسوء تقديره للزمان والمكان ، ولا يمكنه التحقق من الأماكن التي يريد ارتيادها أو ارتادها في الماضي. والميل للإنطواء والإنزواء والبعد عن الآخرين، التعب والوهن الجسدي والنفسي، الوساوس والهواجس التي تنتابه، الخوف والهلع، الشعور بتأنيب الضمير، التفكير بالإنتحار، الى جانب اصابته باعراض عضوية مثل الإسهال أو الإمساك.

ويزداد استعداد المريض إلى الانفعال لأتفه الأسباب، ويتحول تدريجياً إلى شخص آخر مهمل في ملبسه ومظهره ونظافته، وربما يحاول أن يستعرض جسده وعضلاته وحتى أعضاءه الجنسية، ويمكن بشكل أو بآخر الاّ تنكشف هذه العلة إلا بعد فوات الاوان.كما يلازمه شعور بالإضطهاد ويتخيل ما لا وجود له مثل أن يكون مجرما والشرطة تطارده، أو أن من حوله يكرهونه ويدبرون له أمراً في الخفاء.
إن المصاب بمرض ذهان الشيخوخة نهايته الجنون إن لم يقتل نفسه، وإن كتب له الشفاء فسيصاب حتماً بالهوس.

الذهان الكحولي Alcholic Psychosis

قد يؤدي التعاطي المزمن للكحول إلى الاصابة بالاضطرابات الذهانية ومنها التسمم الباثولجي الذي يصاب منه المتعاطي بالتشوش الذهني وسوء التوجه والتهيج والهلوسات والهذاءات والأضاليل الحسية والقلق والإكتئاب وقد يعنف سلوكه حتى ليقدم على الإنتحار أو يقتل ويسطو ويغتصب. وقد تستمر هذه الأعراض لدقائق أو تطول ليوم أو أكثر ويعقبها نوم طويل يصحو منه المريض فاقداً الذاكرة لما جرى خلال النوبة.
وقد يأخذ الذهان الكحولي شكل ما يسمى بالهلاس الحاد وأبرز أعراضه الهلوسات السمعية .
الهذاء Paranoya

هو حالة مرضية ذهنية تتميز باعتتقاد باطل راسخ يتشبث به المريض بالرغم من سخافته وقيام الادلة الموضوعية على عدم صوابه.وتتسم هذاءات المريض بالمنطق،لكنه منطق لا يقوم على أساس صحيح.
ويجب التفريق بين الهذاء كمرض وبين السلوك الهذائي الذي يتسم بالعناد والتمسك الزائد بالآراء وعدم الاعتراف بالخطأ والغرور وإرجاع الفشل إلى تدخل الآخرين. كما يجب التفريق بين الهذاء وبين الفُصام الهذائي، فالمريض بالهذاء لا ينفصل عن الواقع، لكنه يفسره طبقاً لآرائه، لكن مريض الفصام الهذائي تكون اوهامه غريبة شاذة منفصلة عن الواقع.
أيضاً هنك فرق بين مريض الهذاء وبين المهووس، فالاول تكون أوهامه منظمة ومؤكدة وأفكاره ثابتة ودائمة ويكون قلقاً. أما المهووس فتكون اوهامه عابرة وافكاره محلّقة ويكون صاخبا متهيجاً غير مستقر.

أعراض الهذاء:

المريض بالهذاء يشك دائما في نوايا الآخرين ويرتاب في دوافعهم، ويعتقد دائماً أن الناس لا يقومون بتقديم خدماتهم أو مساعداتهم إلا لغاية في انفسهم، فتنصرف عنه الناس، عندئذ تزداد شكوكه فيهم وتقوى عنده مشاعر الحقد والغضب عليهم، فهو يرى نفسه ضحية لتآمرهم عليه. وبمرور الوقت تتحول حالته إلى هذاء اضطهادي، فيعزو ما لديه من اختراعات وهمية وما أصابها من إخفاق إلى مضطهديه وكارهي الخير.
وهو يضخم الأمور، ويتصرف بشكل عداوني فيلجأ إلى الإسقاط، اي بدلاً من ان يعلن كرهه ما يقول إن الآخر هو الذي يكرهه.وهو لا يؤمن بالصداقة فهو دائم الشك ، ومن يتودد إليه خاسر ، لأنه سيعتبر تودده فخاً يريد الآخر أن يوقعه فيه .

أنواع الهذاء :

1. هذاء الإضطهاد: كأن يعتقد المريض ان الناس من حوله يتآمرون عليه ويريدون إلحاق الأذى عن عمد.
2.هذاء العظمة : كأن يعتقد المريض أنه شخصية بالغة الأهمية أو النفوذ.
3. هذاء توهم المرض : كأن يعتقد المريض أنه مصاب بمرض عضال رغم كل التحاليل والفحوصات التي تثبت له عكس ذلك.
هذاء التلميح: والهمس والغمز ممن حوله، إذ يتوهم أن كل ذلك موجه ضده بنية سيئة، مما يدفعه إلى إعتزال الناس.
4. الهذاء السوداوي: يعتقد المريض في هذه الحالة أن مصائب الناس والكوارث البيئية والحروب، كلها حدثت بسببه، أي أنه يشعر بالذنب والإثم، لذا يرى أنه يستحق أي عقاب ينزل به.
وبالعودة إلى طفولة الشخص المصاب بالهذاء ، فإننا نرى أنه يتسم بالوحدة والعزلة الاجتماعية وقلة الاصدقاء وعدم القدرة على تبادل الثقة والتقلب الانفعالي وعدم الأمن والشك والعناد، والتبرم والعصبية والحزن. وكلما اقترب الطفل من سن الشباب تزداد السمات التي كان يتسم بها في طفولت لتصل الى حدود الأنانية والمبالغة في تصور الأمور وتعقيدها والتذمر والعدوان كما تزداد لديه مشاعر الاضطهاد أو العظمة.
وفي سنوات الرشد تتضح سمات شخصيته اكثر فنرى الهذائي شخص متزمت، لا يتسامح في النقد والملاحظة، ويستخف بالآخرين .


أسباب الهذاء :

1. اضطراب الجو الأسري وسيادة التسلطية ونقص كفاءة عملية التنشئة الاجتماعية.
2. اضطراب نمو الشخصية قبل المرض وعدم نضجها .
3. الصراع النفسي بين رغبات الفرد في اشباع دوافعه وخوفه من الفشل في إشباعها لتعارضها مع المعايير الاجتماعية والمثل العليا .
4. الإحباط والفشل والإخفاق في معظم مجالات التوافق الاجتماعي والانفعالي في الحياة ، والذل والشعور بالنقص وجرح الأنا .
5. المشاكل الجنسية وسوء التوافق الجنسي، والعنوسة وتأخر الزواج والحرمان الجنسي.


علاج الهذاء :

من الممكن علاج المريض بالهذاء طبياً، وأكثر ما يعتمد عليه هو العلاج بالصدمات الكهربائية، والغاية تخفيف حدة قلق المريض، وحاولة العمل على تخليصه من الأوهام المسيطرة عليه، وجعله أكثر طواعية، إلا انه لا امل في شفائه تماما.

النهك العصبي Neurasthenia

هو إنهيار الجسم والعقل الذي فيهما يعمل الجهاز العصبي.
تنشأ عوارض النهك العصبي إثر التفاعل مع الضغوط والضجر والخيبة، على أن البعض يكون أكثر عرضة له من البعض الآخر. واشارت الدراسات إلى أن الشخص النحيل الطويل العظام الوتري القوام يكون أكثر حساسية وأكثر قابلية للإصابة بالهواجس والاضطراب العصبي والقلق،بينما الشخص العضلي أكثر عرضة لتقلب المزاج وجيشان العاطفة والقيام بتصرفات مناهضة للحياة الاجتماعية. وهو يصيب الرجال والنساء على السواء .كما أن بعض الحِِرَف والمهن تسبب الضغوط وبخاصة تلك الأعمال الروتينية التي تثير الضجر ومع ذلك تتطلب الدقة والتركيز المتواصل. إلا أن الأعمال التي تتطلب المجازفة والمخاطرة كالجندية اوالجيش أو الإطفائية تبقي صاحبها بعيدا عن النهك العصبي، بل يتميز العامل في إحدى هذه المهن بقدرة عالية على التكيف مع الضغط ومجابهته بعزم .
وهناك حالات معينة تعجل في بعث الشعور بالاعياء والخمول اللذين يشكلان السمة المميزة للنهك العصبي، مثل فقد عزيز او مرض شديد.


عوارض النهك العصبي:

1. العوارض النفسية: الشعور بالضيق والتبرم وتدهور الروح المعنوية والتشاؤم، الشعور بالإحباط وضعف الطموح والشعور بالنقص والضعف والعجز، القلق العابرالمصحوب بالتوتر وعدم الاستقرار، تشتت الإنتباه وضعف القدرة على التركيز، وضعف الذاكرة، وعدم القدرة على مواصلة التفكير في موضوع معين ، الإستغراق في أحلام اليقظة، سرعة التهيج والغضب وعدم تحمل الضجيج والاصوات العالية، الاكتئاب والهم، الحساسية والانفعالية الزائدة، القابلية الشديدة للإستثارة، ضعف العزيمة والإرادة،فتور الهمة وضعف الحماس وعدم الرغبة في العمل وعدم القدرة على إتمام ما يبدأ في انجازه، عدم القدرة على تحمل المسؤوليات ، التردد وعدم القدرة على إتخاذ القرارات ، الهروب من مواجهة المشاكل وحلها ، الارتياب في الناس،السلبية، التمركز حول الذات، فتور النشاط الاجتماعي ، الاعتماد على الغير ، سوء التوافق المهني، وتوهم المرض.


2. الأعراض الجسدية : إرهاق وانحطاط في القوى، الإجهاد والاعياء لأقل مجهود، الخمول والكسل ونقص الحيوية والنشاط والضعف الصحي والعصبي والنفسي، ضعف الشهية وعسر الهضم والإمساك، هبوط ضغط الدم وتسارع نبضات القلب وشحوب الوجه،صداع متكرر، ضيق نفس، آلام الظهر واضطراب النوم والكوابيس، التعب عند الاستيقاظ من النوم، الضعف الجنسي عند الرجال واضطراب العادة الشهرية عند النساء.


الشخصية قبل الاصابة بالمرض :
تتسم الشخصية قبل الإصابة بالنهك العصبي بالسمات التالية: قلة الكلام وقلة العمل ، التهرب من المسؤولية، استمرار الشكوى، التشاؤم، الشعور العام بعدم الرضا، الإنطواء والميل إلى العزلة،الشعور بعدم الأمن والرفض والإحباط الإنفعالي، الإتكالية والحاجة إلى الدعم والمساندة.


أسباب النهك العصبي:

1. الصراع النفسي نتيجة تضارب الرغبات، الإحباط المتكرر وعدم اشباع حاجات الفرد، الفشل والحرمان واليأس والشعور بالنقص، الاضطرابات الإنفعالية العنيفة الطويلة، محاولة مقاومة العدائية المكبوتة.
2. النمو المضطرب للشخصية، عدم ضبط النفس، عدم وجود خطة وهدف للحياة،ضعف الثقة في النفس وسهولة الإيحاء والإستهواء،نقص الميول والإهتمامات.
3. الإضطرابات الأسرية والإنهيار الأسري وأساليب التربية الخاطئة، وجود اضطراب مماثل لدى أحد الوالدين أو الأشقاء واكتساب وتعلم الأعراض منه،ضعف الروح الاجتماعية وسوء التوافق الاجتماعي.
4. العمل الشاق المرهق تحت الضغط المصحوب بالقلق والمجهود الكبير المرهق الذي يستنفذ الطاقة العصبية ويعوق الإسترخاء ويحول دون الإستمتاع بالحياة.
5. ضغوط ومطالب الحياة ومشاكلها وعدم الاستعداد لمواجهتها والضغوط النفسية المتعلقة بالإهانات والخضوع والحروب
6. التكوين الجسمي، حيث أن ذوي التكوين الجسمي النحيف الواهن يتصفون بشدة حساسية الجهاز العصبي أكثر من سواهم .
7.الكبت الجنسي والسموم الجنسية والانحرافات الجنسية المفرطة والصراعات الجنسية والإفراط في ممارسة العادة السرية والشعور بالإثم، حسب رأي فرويد.


فوائد النهك العصبي:
من "أهداف وفوائد "النهك العصبي للمريض :
1. لفت الأنظار إليه واسترعاء الإنتباه.
2.الفوز بالعطف والتعاطف والاهتمام من الآخرين .
الحصول على الدعم النفسي وإشباع دافع الاعتماد على الآخرين دون المساس بالكرامة الشخصية.
4. تلقِّي الإعجاب لما يبذله المريض من جهود فوق طاقته كشخص مريض ضعيف الاعصاب مرهق القوى ، والنظر إليه كبطل مناضل.

علاج النهك العصبي:
هناك طرق متعددة لمعالجة المريض بالنهك العصبي، منها:
1. على المريض أن يسعى إلى مداهنة الخيبة والتحايل عليها.
2. إيجاد هواية محببة الى نفسه تشغل وقته.
3. ضرورة استمتاعه بالعطلة (الأجازة) التي يحصل عليها فتهدىء من أعصابه وتلطِّف مزاجه.
4. العلاج الطبي الذي يعتمد على استخدام المنشطات والمقويات والمهدئات مع الاهتمام بالراحة والنوم.
5.العلاج النفسي عبر التحليل النفسي وتقوية زتأكيد الثقة بالنفس ومساعدة المريض على فهم إمكاناته ، مع الإهتمام بتنمية وتطوير شخصيته نحو النضج.
6. العلاج الاجتماعي : تحسين الظروف الاجتماعية والتوافق الأسري، مع الاهتمام بالعلاج البيئي والاهتمام بالتوجيه المهني .
التشخيص النفسي الإكلينيكي
ما المقصود بالتشخيص
-آتية من كلمة شّخّص أي حدّد.
- -التشخيص أي التحديد بدون أي شك.
-التقييم أي إعطاء قيمة ووزن للشيء المراد التعامل معه.

كيف ننقل هذا الكلام إلى المجال النفسي؟
حينما تتجمع مجموعة من المعلومات أو الأعراض فإنها تساوي شيء معين في هذه اللحظة.
*بمعنى إذا كان الشخص يعاني من :
-ضعف التركيز.
-ضعف الشهية للطعام.
-ضعف العلاقات الاجتماعية.
-ضعف أو قلة النوم واليقظة المبكرة.
-نظرة تشاؤمية للحياة.
بماذا تفيدنا هذه المعلومات ؟
إنها تعطينا مفهوم ومعنى له دلاله للأخصائي النفسي , فتجمع هذه المعلومات في وقت واحد يشير إلى الاكتئاب.
إذن
*يعتبر التشخيص النفسي الإكلينيكي أو التقييم أهم المجالات التي يعمل فيها الأخصائي النفسي الإكلينيكي:
لماذا ؟؟
-لأن الأخصائي النفسي يدرس ويفهم السلوك الإنساني من اجل توظيفه في خدمة المتعالجين وإعطاء النصائح والإرشادات المناسبة لحالته , فلا يمكن إعطاء إرشادات بدون معلومات وبدون توظيف لها في مجال المشكلة المطلوبة له.
**كلمة تشخيص مأخوذة في الأصل عن الطب ويقصد بها فحص الأعراض المرضية واستنتاج الأسباب.
**تجميع اكبر قدر ممكن من الملاحظات التي يقوم بها الشخص ووضع هذه الملاحظات في جدول علمي وبيان العلاقة بين الأعراض المرضية ومسبباتها.
**-إذن التشخيص بوضع كلمة واحدة أو عدة كلمات للمشكلة مثلاً "القلق أو الاكتئاب أو الفصام , فحينما تتجمع مجموعة من المعلومات أو الملاحظات فإنه ينحو منحاً لإطلاق هذا اللفظ على كلمة معينة

**-لقد وضع ثيرين العديد من التشخيصات لكن أكثرها أخذاً في الاعتبار هو التصنيف التابع للجمعية الأمريكية للطب النفسي وهو تصنيف شامل لقي قبولاً من الجميع واهم ما يتضمنه هو:
أولاًاسباب نفسية:
1-العصاب : Neurosis
ويتضمن التالي :
أ-القلق ويشتمل القلق على الأنواع التالية وهي :
-القلق الحاد.
-القلق الصدمي.
-قلق التوتر الحاد.
-عصاب القلق.
-المخاوف المرضية "الفوبيا".
-الهستيريا "التحولية".
الهستيريا الانشقاقية أو التفككية مثل التجوال النائم وفقدان الذاكرة وازدواج الشخصية.
ب-الاكتئاب ويشمل على :
-الكآبة.
-مشاعر الغم.
-اكتئاب القلق.
-اكتئاب النجاح.
-التعب العام.
-التعب الوجداني.
-الوهن العصبي "السيكاثينيا" .
-توهم المرض الجسمي والعضوي.
ج-الوسواس القهري ويشمل على :
-الأفكار الو سواسية.
-الاندفاعات.
د-الأعصبة التالية للصدمات وتشمل.على :
-الحوادث.
-الإنهاك.
-الحروب.
-الضغوط.
و-اضطرابات الطبع :
-الشخصية الهستيرية.
-الشخصية الاكتئابية.
-الشخصية التوهمية .
-الشخصية الوسواسية.
-الشخصية الخوافية.
-الشخصية شبه الضلالية "البرانويا",
2-الاضطرابات النفسية العضوية :
-اضطرابات ضبط الذات.
-التحولات العضوية.
- الأمراض النفسية الجسمية.
3-اضطرابات الشخصية :
-الشخصية شبه الفصامية.
-الشخصية النوابية.
-الشخصية غير المستقرة انفعالياً.
-الشخصية العدوانية.
-الشخصية السلبية.
-الشخصية الهوجاء.
-الشخصية المضادة للمجتمع.
-الشخصية الانحرافية.
-الشخصية المدمنة.
-شخصية متعاطي المخدرات.
4-اضطرابات الذهان :
1-الذهان الوجداني :
-الهوس والاكتئاب.
-الاكتئاب الذهاني.
-الاكتئاب المتهيج.
1-الذهان الفصامي :
-البسيط.
-التصلبي.
-الخامل.
-الضلالي.
-الفصام الوجداني.
-الفصام الحاد.
2- ذهان موقفي:
- ذهان بعد الولادة
-ذهان لا إرادي.
4– الاضطرابات المخية :
-تكوينية منذ الولادة."تخلف عقلي" وأنواعه".
-تشنجية.
-إصابات تسمم.
-اضطرابات الأيض.
-صدمات.
-تغذية.
التقييم النفسي الإكلينيكي
كلمة تقييم مأخوذة من وضع قيمة للشيء من أجل وضع ضريبة عليه ،وفي العربية تحديد قيمة للشيء أو تحديد ما لدى الشخص من خواص معينة يمكن التعرف عليها من أجل :
=علاجها إن كانت غير سوية .
=أو تطويرها إن كانت غير طبيعية أو تحتاج لتنمية.
ماذا نقصد بالتقييم الإكلينيكي
نقصد به عدة معان وهي:
1-الطرق التي نفهم بها الآخرين.
2-الطريقة التي نكون بها فكرة عن الآخرين.
3-جمع المعلومات الخاصة بفرد من الإفراد والمجال الذي يعيش فيه وتنظيمها وتفسيرها.
4-وصف سلوك الأفراد في حياتهم الطبيعية وتفسيره وإمكانية التنبؤ به في المستقبل.
5-هو العملية التي تستخدم للوصول إلى قرار وتكوين صورة أو نموذج ملائم للعمل للشخص موضوع الدراسة.
مهام التشخيص:
1-اتخاذ القرارات :
وهو جانب أساسي من جوانب عمل الأخصائي النفسي الإكلينيكي حينما يقوم بدراسة حالة معينة فإنه لا بد وان يأخذ عدة قرارات بشأنها مثلاً:
-أن تقبل الحالة في االعيادة التي سيعالج بها
-أن يتم تحويلها إلى عيادات اخرى مع تلقي العلاج المناسب
- هل تنعزل عن الاهل ام لا
*يستطيع الاخصائي النفسي الإكلينيكي أن يساعد الناس على اتخاذ القرارات سواء في مجال الدراسة أو مجالات الحياة أو التخصص أو أمور تتعلق بالحياة الاجتماعية الحياتية.

أنواع التشخيص :
1-النوع الأول : هو الجهود التي يبذلها الأخصائي لأجل تسمية المرض باسم معين بناءاً على تجمع مجموعة من الأعراض في نفس اللحظة.
2-النوع الثاني : هو التشخيص وفقا لديناميات المرض أي كيف بدأ وتطور المرض.
أدوات التشخيص الإكلينيكي :
1-دراسة الحالة.
2-المقابلة الإكلينيكية.
3-الاختبارات النفسية.


مشكلة نتف الشعر

هوس أو اضطراب نتف الشعر هو رغبة ملحة لنتف وشد الشعر من فروة الرأس أو الحاجبين أو الذقن أو أي منطقة أخرى في الجسم ، وقد يصل الأمر إلى درجة فقدان كامل للشعر أو إحداث فجوة في الذقن أو الرأس خالية من الشعر، مما يزعج المريض ويدفعه إلى إخفائها بأي شكل من الأشكال. يقوم البعض بمثل هذه الأفعال عن قصد ووعي، بل إنهم قد يطوروا بعض الأساليب الخاصة التي تسهل لهم مثل هذه المهمة، بينما ينخرط البعض الآخر في عملية النتف والشد بشكل لاشعوري وغير مقصود.

الأعراض:
وجود فجوات خالية من الشعر في فروة الرأس أو فى أى منطقة أخرى من الجسم.
تناثر أو نتف شعر الحاجبين أو الرموش.
مضغ أو أكل الشعر الذى تم شده.
العبث أو اللعب بالشعر الذى تم شده.
فرك الشعر بين الشفتين أو تمريره على الوجه.

معظم من يعانون من اضطراب نتف الشعر يقومون بنزع الشعر من فروة الرأس أو مقدمة الرأس. وقد يقوم البعض بنزع شعر الحاجبين والرموش أو شعر الرجلين أو الذراعين أو أي منطقة أخرى من الجسم. وعادة ما يستخدم المريض أصابعه، وفى بعض الأحيان قد يستخدم بعض الوسائل الأخرى مثل فرشاة الشعر, أو الأمشاط أو الملقاط.

الأسباب:
كما هو الحال مع الاضطرابات النفسية الأخرى، لم يتمكن الباحثون من تحديد كافة أسباب حدوث هوس نتف الشعر. لكن يمكن أن نقول أن هذا الاضطراب يتطور نتيجة لتأثير بعض المواد الكيميائية الطبيعية التي يفرزها المخ مثل السيروتونين، الدوبامين. ولا يمكننا بالطبع تجاهل دور العوامل الوراثية، والبيئية وتأثير الضغوط والقلق.

عوامل الخطر:
الجينات والعوامل الوراثية: عادة ما يصاب أفراد الأسرة الواحدة بهذا المرض. فإذا كان أحد أفراد أسرتك يعاني من هذا الاضطراب فأنت أكثر عرضة للإصابة به.
السن: في الغالب، يتطور اضطراب نتف الشعر في مرحلة البلوغ والمراهقة ـ في سن 12 على وجه التحديد ـ ويستمر مع الفرد طوال حياته. ويظهر المرض نتيجة تعرض الطفل/المراهق لضغط نفسي وتوتر مثل تغيير المدرسة أو وفاة أحد الوالدين أو انفصالهما. كذلك، قد يكون للتغيرات الهرمونية في مرحلة المراهقة دور في الإصابة به.
الجنس: على الرغم من أن غالبية المترددين على العيادات النفسية للعلاج من هذا الاضطراب من النساء إلا أن ذلك قد يكون بسبب اهتمام المرأة بمظهرها وحرصها على الحصول على الاستشارة الطبية. ففي مرحلة الطفولة يظهر الاضطراب بنسب متساوية بين الجنسين.
خصائص الشعر: يشير بعض المرضى إلى أن دافعهم الأول لنتف شعرهم هو عدم رضاهم عنه وضيقهم من ملمسه أو شكله.
القلق والمشاعر السلبية: يلجأ البعض لنتف الشعر ونتفه كوسيلة للتنفيس عن مشاعرهم السلبية مثل التوتر, والقلق, والعصبية, والوحدة, والإرهاق والإحباط. كذلك، يعاني بعض المرضى من اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب, أو اضطرابات الأكل أو الوسواس القهري.
الشعور بالمتعة: يشعر البعض بالارتياح أو اللذة عند نزع الشعر أو تمريره على الوجه أو بين الشفتين، وبالتالي يستمروا في مثل هذه الحالة حتى يحافظوا على هذه المشاعر.



المضاعفات:

تساقط الشعر: فشد الشعر لفترة طويلة قد يؤدى إلى تدمير بصيلات الشعر, وبالتالي لا ينمو الشعر مجددا بصورة طبيعية. كما أن فروة الرأس قد تتعرض للعديد من المشكلات الجلدية بسبب الشد والحك المستمر.
متلازمة النفق الرسغي: وهي عبارة عن آلام وخدر في اليد بسبب الحركة المتكررة لشد الشعر ونتفه.
كرات الشعر: في كثير من الأحيان، قد يأكل المريض الشعر الذي نزعه من فروة الرأس. وبمرور الوقت، يتراكم الشعر في المعدة مكونا كرات مما يتسبب في فقدان الوزن, أو القيء, أو الانسداد المعوي، بل وقد يصل الأمر إلى الوفاة.
تغييرات جذرية في أنماط الحياة: يبدأ بعض المرضى في تعديل أنماط حياتهم وروتينهم اليومي حتى يتأقلموا مع آثار اضطراب نتف الشعر، فقد يعانون من مشاعر الخجل والندم. كذلك، قد يتجنبوا بعض الأنشطة كالسباحة أو قص الشعر, أو الخروج في الجو العاصف. كما أنهم يهتموا بتصفيف شعرهم بشكل يخفى المناطق الخالية من الشعر.
الألم النفسي: يعاني العديد من المرضى من عدم الثقة بالنفس, والاكتئاب والقلق.




كيف تستعد لزيارة الطبيب؟
يمكنك الاستعداد لزيارة الطبيب من خلال القيام بالخطوات التالية:
أكتب قائمة بأهم الأعراض والعلامات، بما في ذلك تلك التي لا تتعلق بمشكلة نتف الشعر. ومن المفيد كذلك أن تشير إلى الأسباب التي تدفعك إلى مثل هذه العادة والى الأمور التي تؤدي إلى تفاقم الأعراض أو تراجع حدتها.
أكتب قائمة بكافة المعلومات والبيانات الشخصية، خاصة تلك ذات الصلة بتعرضك لأية ضغوط أو تغييرات حياتية مؤخرا مع الإشارة إلى حقيقة ما إذا كان أحد أفراد الأسرة يعاني من نفس الاضطراب.
ضع قائمة بكافة الأدوية التي تتناولها، بما في ذلك الفيتامينات أو المكملات الغذائية التي تتناولها. وتأكد من كتابة الجرعات.
جهز قائمة بأهم الأسئلة التي ترغب في أن تطرحها على الطبيب، وبذلك يمكنك تحقيق أقصى استفادة ممكنة من وقت الزيارة.

ومن أهم الأسئلة التي يمكنك أن تطرحها على طبيبك:
ما سبب ظهور تلك الأعراض؟ هل هناك أية مسببات أخرى محتملة؟
ما هي المضاعفات المحتملة؟
هل هذه الأعراض ستختفي وحدها؟ هل هناك ما يمكنني القيام به بنفسي لتحسين وتخفيف هذه الأعراض؟
ما هو التصرف الأمثل في مثل هذه الحالة؟
هل أنا في حاجة إلى العلاج؟ ما أهم الخيارات العلاجية المتاحة؟
هل تفيد الأدوية في مثل حالتي؟ وهل هناك بديلا لهذا الدواء؟
إذا قررت تناول الأدوية، متى أشعر بتحسن الأعراض؟
ما هي الأعراض الجانبية للأدوية التي تنصحني بها؟
ما هي نسبة التحسن الفعلية المتوقعة؟
ماذا لو لم تُجد كل هذه المحاولات؟
هل هناك أية كتيبات أو أية مواد مطبوعات أخرى يمكنني أن أخذها معي إلى المنزل؟ هل هناك أية مواقع الكترونية تنصحني بزيارتها؟

كذلك، لا تتردد في طرح أية أسئلة تخطر على بالك أثناء الزيارة، ولا تشعر بالخجل من الاستفسار عن أي شيء لم تفهمه.

الاختبارات والتشخيص:
سوف يقوم طبيب الجلدية أو طبيب الأسرة بعمل تقييم شامل لحالتك، وقد يطلب أخذ خزعة من شعرك أو من جلدك لتحديد حجم المشكلة، وإذا تأكد أنك تعاني من اضطراب نتف الشعر سوف يحيلك إلى طبيب نفسي حتى تحصل على العلاج المناسب.

يعتمد الأطباء في تشخيصهم للحالة على بعض المعايير التي وضعتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي، والتي يمكن إيجازها كما يلي:
شد الشعر بشكل مستمر مما يتسبب في تساقط ملحوظ للشعر.
الشعور بالقلق والعصبية الشديدة قبل شد الشعر أو عند أية محاولة لمقاومة الرغبة في نتف الشعر.
الشعور بالراحة واللذة عندما شد الشعر ونتفه.
الشعور بالألم بسبب مثل هذه الأفعال.

العلاج:
يعتمد الأطباء على إستراتيجيتين أساسيتين لعلاج اضطراب نتف الشعر:

العلاج النفسي: يعتبر العلاج السلوكي المعرفي من أهم التقنيات النفسية شائعة الاستخدام في علاج اضطراب نتف الشعر. وتركز هذه التقنية على إكساب المريض مهارات معينة تساعده على تحديد الأفكار والسلوكيات السلبية واستبدالها بأخرى ايجابية، كما تساعده أيضا على أن يكون أكثر وعيا وانتباها لتصرفاته ودوافعه.

الأدوية: ففي بعض الأحيان، قد يستخدم الأطباء مضادات الاكتئاب لعلاج اضطراب شد الشعر، وان كان لهذه الأدوية العديد من الآثار الجانبية المزعجة.

جدير بالذكر أن الجمع بين العلاج الدوائي والنفسي عادة ما يأتي بنتائج فعالة في السيطرة على أعراض اضطراب نتف الشعر.





الطب البديل:
التغذية الراجعة الحيوية Biofeedback: وهي إحدى التقنيات الهامة التي تساعدك على التحكم في بعض الاستجابات الجسدية والسيطرة على توتر عضلات الوجه, والجبهة والرقبة دون الحاجة إلى شد الشعر. وقد ثبتت فعاليتها في الحد من القلق وصرف انتباه المريض عن السلوكيات غير المرغوبة.

تقنيات واستراتيجيات هامة تساعدك على التغلب على عادة نتف الشعر:
هناك العديد من التقنيات التي تساعدك على التغلب على هذه العادة والحد من آثارها، منها:
حدد المواقف التي تدفعك إلى نتف شعرك مثل مشاهدة التلفزيون, القيادة, أو القراءة.
اشغل نفسك بأي نشاط محبب حتى تصرف انتباهك عن هذه العادة.
ارتدى قفازات في يديك حتى تعيقك عن شد شعرك.
اجعل شعرك قصيرا قدر المستطاع، واعتنى به جيدا.
اطلب من العائلة والأصدقاء تنبيهك عندما تقوم بشد شعرك بدون وعى.
تعلم بعض تقنيات التحكم في التوتر والضغط النفسي.
تعلم فن الاسترخاء: فالتأمل واليوجا وتمارين التنفس تقنيات استرخائية بسيطة يمكنك ممارستها في أي وقت. مارس هذه التقنيات عندما تشعر بالقلق أو التوتر، ولا تتردد في استخدامها عندما تواجه أي موقف صعب.
تواصل مع الآخرين: تحدث مع الأهل والأصدقاء، أو انضم إلى إحدى جماعات الدعم حيث يمكنك الاستفادة من خبرات ناس حقيقيين مروا بنفس التجربة ونجحوا في اجتيازها بفضل الله.
لا تتردد في استشارة طبيب متخصص حتى يضع لك خطة علاجية مناسبة.
علم النفس الانساني والوجودي


لقد تطور علم النفس الإنساني في فترة الخمسينيات من القرن العشرين كرد فعل لظهور المدرسة السلوكية والتحليل النفسي. وباستخدام علم نفس الظواهرتية والذاتية المتبادلة وصيغ المتكلم التي تعبر عن الأنا والذاتية، حاول أسلوب علم النفس الإنساني إلقاء نظرة خاطفة على الإنسان ككل وليس على مجرد جوانب من شخصيته أو الوظائف المعرفية.[11] ركز علماء علم النفس الإنساني على القضايا الإنسانية غير العادية والقضايا الأساسية للحياة، مثل الهوية الشخصية والموت والشعور بالوحدة والحرية ومعنى الحياة. هناك العديد من العوامل التي تميز بين أسلوب علم النفس الإنساني وغيره من الأساليب المومجودة في علم النفس. تشتمل هذه العوامل على التأكيد على معنى الذات ورفض الجبرية والاهتمام بالنمو الإيجابي للذات بدلاً من علم الباثولوجي (علم الأمراض). يعد عالم النفس الأمريكي "أبراهام ماسلو" واحدًا من مؤسسي النظريات التي قامت عليها هذه المدرسة الفكرية والذي رتب حاجات الإنسان في صورة تسلسل هرمي. كما يوجد "كارل روجرز"أسلوب العلاج النفسي المتمركز حول المريض والطبيب النفسي الأماني - الأمريكي "فريتز بيرلز" الذي ساعد في إيجاد وتطوير طريقة العلاج الجشطالي (Gestalt Therapy). لقد أصبحت طريقة العلاج هذه غاية في الأهمية والتأثير لدرجة أنه أطلق عليها اسم "القوة الثالثة" في علم النفس والمدرسة السلوكية والتحليل النفسي.[12] الذي قام بإنشاء وتطوير

نتيجة التأثر الشديد بما توصل إليه الفيلسوف الألماني "مارتن هيدجر" والفيلسوف الدنمركي "سورين كيركجارد"، ظهر على يد عالم النفس الأمريكي "رولو ماي" - الذي تدرب على استخدام التحليل النفسي - في فترتي الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين فرعًا جديدًا من علم النفس يعتمد على التحليل الوجودي. حاول علماء النفس الوجوديون إثبات أن البشر لا بد أن يسلموا بفكرة أنهم فانون وأن تسليمهم بهذه الفكرة سيجعلهم يتقبلون فكرة أنهم أحرار. ومن ثم، سيملكون إرادة حرة وحرية الدفاع عن آمالهم ومعتقداتهم بالحياة ليشكل بها كل واحد منهم شخصيته وطريقه الهادف في الحياة. لقد اعتقد "ماي" أنه من أهم عناصر عملية صنع هدف أو معنى بالحياة هو البحث عن النماذج الأسطورية[13] ووفقًا للفكر الوجودي، لا يأتي البحث عن الهدف من مجرد قبول فكرة الفناء، ولكن من الممكن أن يلقي العمل على تحقيقه بظلاله أيضًا على فكرة الموت وتوقع حدوثه في أي وقت. وهذا ما أشار إليه الطبيب النفسي الوجودي النمساوي الجنسية "فيكتور فرانكل"، أحد الناجين من المحرقة النازية (الهولوكوست):[14] "إننا - نحن - الذين عشنا في معسكرات الاعتقال نستطيع تذكر الرجال الذين كانوا يسيرون بين الأكواخ ليبثوا بين ساكنيها مشاعر المواساة ويقدموا لهم آخر ما يتملكونه من طعام. وعلى الرغم من قلة عدد هؤلاء الرجال، فإنهم قدموا دليلاً قاطعًا على أن الإنسان قد يسلب منه كل شيء إلا شيء واحد ألا وهو اختياره للموقف الذي سيتخذه في ظل أية مجموعة من الظروف واختياره لطريقه بالحياة".[15] لقد كان "ماي" من أوائل الذين ساعدوا في تطوير العلاج الوجودي، كما قام "فرانكل" بابتكار شكل جديد لهذا الأسلوب العلاج اسماه logotherapy والذي يعني أيضًا العلاج الوجودي. وإلى جانب كل من "ماي" و"فرانكل"، هناك المحلل النفسي السويسري "لودفيج بينسوانجر" والعالم النفسي الأمريكي "جورج كيلي" اللذان يمكن القول إنهما ينتميان للمدرسة الوجودية.[16] وقد سعى علماء النفس الذين ينتمون إلى كل من المدرسة الوجودية والمدرسة الإنسانية إلى إثبات أنه لا بد للناس من الكفاح للوصول إلى كامل الإمكانات الموجودة بداخلهم. وفي حين اعتقد علماء النفس من المدرسة الإنسانية أن هذا النوع من الكفاح يعد أمرًا فطريًا، فإن علماء النفس الذين ينتمون إلى المدرسة الوجودية رؤوا أن هذا الكفاح يأتي بعد شعور القلق أو الحصر النفسي الناتج عن التفكر في موضوعات، مثل الفناء والحرية والمسئولية. أو المثالية التي يمكن للمرء الاقتضاء بها.
اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع

اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع :
الشخصية المضادة للمجتمع هي فئة مثيرة للاهتمام وتستحق اعتبارا خاصا في ضوء تطورها كمفهوم ففي اوئل القرن التاسع عشر اقترح بريتشار اصطلاح الخيل الأخلاقي لتحديد الأشخاص الذين لا يلائمون الفئات الطبنفسية في ذلك الوقت وحدثت أول إشارة للمصطلح (سيكوبات ) عام 1891 وكان هذا التصنيف محاولة لوضع الاضطراب مع الاضطرابات أخرى مثل التخلف العقلي والذي كان يعتقد انه فطري وكان المفهوم الكلاسيكي لسيزار لومبروزو للمجرم باعتباره في هذا العصر حيث إن الاضطراب السيكوباتي كان نتيجة لعيوب جينية وهرمونية أكثر من عوامل بيئية ..
وفي نهاية استخدم اصطلاح (الشخصية السيكوباتية ) ولكن بطريقة كان فيها كثر من التشويش بالنسبة لهذا المفهوم وفي الوقت المناسب تم تبني اصطلاح ( نمط الشخصية السيكوباتي ) بواسطة ألجميعه الأمريكية للطب النفسي للتأكيد ألان فيما يبدو على نحو غير دقيق إن هذا النمط هو إلى حد كبير نتيجة للاشتراط الاجتماعي وأصبح بمثابة الفئة العريضة التي تندرج تحتها إشكال من السلوك الاجتماعي المشكل مثل الانحرافات الجنسية والكحولية والاعتماد على العقاقير المخدرة .
ووصف هارفي كليكلي وهو رائد في هذا المجال الشخصية المضادة للمجتمع ( على نحو أكثر تحديداَ السيكوباتية ) باعتبار إن لها قناع من السواء أو غياب المؤشرات العادية للجنون وأصحابها هم أشخاص ينبذون العلاقات البناءة والأهداف والنجاح لأسباب لا يستطيع فهمها الآخرون وكانت قائمة كليكلى للمؤشرات إلـ 16 عشرة التالية الخاصة باليسكوباتية مؤثرة خلال السنوات التالية :


1/ سحر مصطنع وذكاء جيد .
2/ غياب الهذاءات والعلامات الأخرى للتفكير غير المنطقي .
3/ غياب العصبية آو المظاهر العصابية النفسية .
4/ عدم الثبات .
5/ عدم الصدق وعدم الإخلاص .
6/ قلة الندم .
7/سلوك ضد اجتماعي مدفوع بطريقة غير ملائمة .
8/حكم غير صائب وفشل في التعلم بالخبرة .
9/تمركز ذاتي مرضي وعجز عن الحــب .
10/ فقد نوعى للاستبصار .
11/نادرا ما ينفذ الانتحار .
12/فشل في مواصلة أي خطة حياتيه.
13 حياة جنسية غير شرعيه وتافهة وسيئة التكامل .
14/ فقر عام في ردود الفعل الوجدانية العظمى.


طريقة التعامل مع هذه الشخصيات :

1. اهمية تكوين علاقة مهنية قائمة على الاحترام بين المعالج والمريض

2. اهمية ملاحظة المعالج للسوكيات الصادرة من المريض وزيادة تعبيره وتقبله للمسؤلية عن تصرفاته .

3. اهمية مواجهة المريض السلوكيات الصادرة عنه وتحييد اسلبوب الأنكار والمرواغه وتحديد القواعد والحدود الخاصة بالذات وبتعاون مع الآخرين .

4. اهمية تحديد انماط السلوك المتمرد في الماضي وتوضيح دوافع واسباب القيام بها ونتائجها ومقارنة هذه الانماط السلوكية بسلوكيات المريض في الفترة الحالية من خلال التسلسل في الجلسات النفسية بين المعالج والمريض وبيان مدى التراجع عن سلوكيات كان المريض يعتبرها نمط او سمة في شخصيته ..

5. محاولة اشراك المريض في جماعات علاجية ( selfhlelp ، groubs )ويتم في هذه الجلسات اشراك مجوعة من المرضى لهم نفس السمات والمشكلات السلوكية ويتم التفاعل بين هذه الافراد وذكر الفوائد والخسائر للسلوكيات الخاطئة .

6. محاولة السيطرة على الظروف والضغوظ الخارجية ومصادر التهديد في حياة الشخص .

7. اهمية تنمية احساس سوي واحترام القواعد الاجتماعية والمسئولية واهمية وضع حدود وفرض القيود عليه في حالة مخالفة هذه القواعد .

8. تقليل مظاهر الغضب والعدوان او العنف اللفظي والحركي مع تكثيف وعي المريض ومساعدته .

9. اهمية المريض بسلوكه غير الهادف في جلسات العلاج الفردي والجمعي .

10. تكليف المريض باعدادا قائمة بالمواقف التي تقيد فيها السلوك الايجابي ورده فعل الأخرين عنه .

11. استعراض البدائل السلوكية للسلوك غير الهادف واهمية اعطاء بدائل سلوكية ومعرفية واشراك المريض في ايجاد حلول مناسبة .

اضظراب الشخصية الحدية ( البينية ) : هي تلك الشخصية التي تقف على الحدود التي تفصل بين الصحة والمرض حيث اذا وقف الإنسان على هذا الخط الفاصل فهو ليس مريضا وهو أيضا ليس سويا أو هو مريض أحيانا وسوى أحيانا أخرى وحالة المرض لا تستمر إلا ساعات أو أياما قليلة.

وصاحب هذه الشخصية لا يمكن إن نراه على حال واحد ثابت ومستقر فقد نراه على صورة معينة وإذا صادفناه مرة أخرى نراه على صورة أخرى مناقضة مغايرة أي مختلفة تماما ، ولهذا لا يمكن التوقع أو التنبؤ بالنسبة له ويعتبر عدم الاستقرار والتغير من حال إلى حال من ابرز واهم سماته لذا فتتسم علاقاته بالآخرين بالتذبذب الشديد والذي يرجع إلى التناقض الغريب الذي يصيب حالته المزاجية .

ويقع المصابون بهذا الاضطراب على الحافة بين العصاب والذهان وقد أطلق على هذا الاضطراب عدة اصطلاحات منها الفصام المتغير والفصام العصابي الكاذب والشخصية ذهانية السمات . والشخصيات غير المستقرة عاطفيا ويميز الشخصية البينية اضطراب الهوية الثابت وعدم التحديد في نواحي الحياة المختلفة مثل صورة الشخص عن نفسه واهدافة البعيدة واختيار العمل و نوع الأصدقاء والشريك الجنسي والقيم التي ينتابها وغالبا يشعر بعد الثبات لصورة الذات كإحساس مزمن بالفراغ .

ويصاحب اضطراب الشخصية البينية ملامح من الاضطرابات الأخرى للشخصية مثل فصامية النوع والهستيرية والنرجسية والمضادة للمجتمع وخلال فترات الضغط الشديد قد تحدث إعراض ذهانية عابرة ولكنها غير كافية الشدة أو لمدة لعمل تشخيص إضافي .

الأنماط السلوكية : تتسم الشخصية الحدية بعدم الثبات الانفعالي فالأفراد في هذا الاضطراب يظهرون عدم الثبات الانفعالي بشكل جوهري ويكونوا مندفعين دون التنبؤ بسلوكهم وهم سريعو الغضب وقلقون وغالبا ما يظهرون علامات عصبية ويجتنبون الفراغ أو الملل النفسي المتسدفين له ويوجد دليل ما على آن هؤلاء الإفراد يظهرون أنماطا سلوكية متنبىء بها رغم امتزاج ذلك بنرجسية واضحة على نحو متزايد .

الأنماط المعرفية :
تتسم الشخصيات الحدية بعدم الاستقرار الانفعالي والمعرفي وتحاول إن تستنزف الأفراد الآخرين المهمين والمعالجين وبالرغم أن الإفراد السلبية التي تبدو واضحة في تعبيرات وجههم ألا أنهم يجدون من الصعب آن يفقدوا علاقات كثيرة ثم إنشائها مع الآخرين ويظلون يريدون أنماطا متنوعة من المساعدة وبعد ذلك يتفاعلون بشكل سلبي حينما لا تكون تلك العلاقات مفيدة ومساندة لهم .
كيفية التعامل مع هذه الشخصيات :

إن محاولات المعالجة النفسية طويلة الأمد لاضطراب الشخصية الحديثة محفوفة بالصعوبات والعدائية للمعالج والمريض على حد سواء ، كما أن النكوص مشكلة متكررة. يوفرالعلاج للمريض علاقة علاجية نفسية محدودة ، ويتوجب على المعالج مع ذلك أن يكون متواجداً بشكل دائم. والهدف من هذه المعالجة هو التكيف الاجتماعي التدريجي. إلا أن الطرائق الحديثة ترتكز بشكل أساسي على التقنيات السلوكية المعرفية للتشجيع والتثقيف واحداث البدائل ( حيث يطلب من المريض التعهد بإنقاص تصرفاته المؤذية للذات ، ويشجع على بذل الجهود لفعل ذلك) كما يتم تثقيفه حول الطبيعة السيئة التكيف لمثل تلك التصرفات.

العلاج السلوكي عن طريق تدريب المريض على التحكم في نزعاته ونوبات غضبة وان يتعود النقد ويتقبله وتدريبه على المهارات الاجتماعية لزيادة التواصل الايجابي مع الآخرين .

والعلاج النفسي لهذا الحالات هو من الامور العسيرة على كل من المعالج والمريض اذا يميل المريض الى النكوس ويظهر طرحاّ موجبا او سلباَ تجاه المعالج وقد يكون هذا الطرح ثابت او متقلب من دون سبب ظاهر كما ان صاحب الشخصية تذتبذب مشاعره بين الحب والكره وهنا يتضح دو المعالج في تثبيت المشاعر والسيطرة عليها وتدريب المريض على التحكم في نزاعات عضبة وتقبل النقذ من الآخرين

وتدريبه على المهارات الاجتماعية والحياتيه والكفاءة في الاتصال والتواصل الايجابي مع الآخرين
الشخصية التجنبية



- المراد بها:
إن الشخص السوي نفسياً لديه قدر متوسط من القابلية للتأثر بانتقادات الآخرين والانزعاج منها ولديه حرص على كرامته ولا يمنعه ذلك من مخالطة الناس والتفاعل معهم وإن احتاج إلى اجتناب بعضهم (كالثقلاء والمغرورين والسفهاء ..) أما صاحب الشخصية التجنبية فهو مبالغ في اجتنابه للآخرين ولديه علة في شخصيته.

- أمثلتها:
1. محمد معلم في المرحلة الثانوية شديد الشعور بالحرج من أسئلة الطلاب وملحوظاتهم على طريقة تدريسه ، قليل الاختلاط بزملائه ،كثير الهرب من المسئوليات اللاصفية ،وإذا حضر الموجه حصته شعر بالارتباك الشديد وإذا أبدا الموجه بعض الملحوظات تأثر بشكل كبير لمدة طويلة.
2. أبو إبراهيم له مجموعة من الزملاء يجتمعون كل أسبوع في استراحة جميلة ، ويتبادلون الأحاديث والمزاح ، وكثيراً ما يسألون عنه ويلحون عليه بالحضور لكنه يعتذر منهم بأعذار تبدو متكلفة وإذا حضر معهم فنادراً ما يبدي رأيه في أي أمر وإن أشركوه في المزاح تضجر وقاطعهم فترة طويلة ، يبالغ في تصغير نفسه وتراجعه عن أمور هو قادر على أدائها بكفاءة لو أقدم عليها.

- أبرز صفات الشخصية التجنبية:
.1 الانزعاج الشديد و الحساسية المفرطة من انتقادات الناس وملحوظاتهم والمبالغة في استقبالها وتفسيرها
2التحرز من المهام والأنشطة الاجتماعية التي تطلب تفاعلاً مع الآخرين .
3. نقص واضح في مهارات التواصل الاجتماعي ومهارات إثبات الذات.
4. تجنب الاندماج الاجتماعي ومخالطة الناس خوفاً من الانتقادات وهرباً من الاحراجات المتوقعة (الارتباك ، الخجل ..) رغم الرغبة في المخالطة وعدم الاستمتاع بالوحدة (مقارنة بالشخصية المعتزلة)، وحينما يتأكد من قبول الآخرين له ورضاهم عنه يخالطهم.
5. التقوقع والانكفاء على الذات و الإحجام عن المبادرة وإظهار الإمكانات والقدرات .
6. المبالغة في احتقار الذات وتصغير القدرات وتقليل الطموحات.

كيفية علاج صاحب الشخصية التجنبية:
1 – المعالجة النفسية الهادفة للإستبصار على تلطيف حدة الخوف المرتبط بصراعات لا واعية.
2 – التدريب التعبيري والتدريب على المهارات الاجتماعية لزيادة ثقته بنفسه وهذا ما تسعى له أيضاً أساليب نزع الحساسية.
3 – قد تفيد أساليب المعالجة المعرفية في تقليص وإزالة التوقعات المرضية التي تنقص إلى حد كبير ثقة المريض بنفسه.
4 – المعالجة الجماعية
اضطرابات التكيف


د.ابراهيم بن حسن الخضير



اضطراب التكيّف، هو واحد من الاضطرابات التي تحصل كثيراً في المجتمعات، سواءً كانت مجتمعات متطوّرة أو ما يُعرف العالم المُتحّضر أو المجتمعات البدائية والمجتمعات الآخرى بينهما. تبلغ نسبة حدوثها ما بين 5إلى 20% بين عامة الناس. وللاسف فانه كثيراً ما يُشخّص هذا الاضطراب بشكلٍ خاطئ، نظراً لتشابه أعراضه مع أعراض كثير من الاضطرابات النفسية والعقلية الآخرى.

العرض الأساسي لتشخيص اضطراب التكّيف هو ظهور أعراض أكلينكينة واضحة ومُهمة للعواطف والمشاعر عند الشخص نتيجةً واستجابةً لضغط أو مجموعة ضغوط نفسية. ويُقصد هنا بالأعراض الإكلينكية هو الأعراض المرضية الواضحة مثل اختلال المزاج وتأثر حياة الشخص الاجتماعية والعملية سلباً بسبب هذا الاضطراب.

يجب أن تحدث هذه الأعراض خلال ثلاثة أشهر من حدوث الضغط أو الضغوط النفسية التي قادت الشخص إلى التغيّر في سلوكياته وظهور أعراض مرضية أكلينيكية تؤدي إلى أن يفقد الشخص قدرته على التأقلم على الوضع الجديد الذي حدث نتيجة الضغط النفسي أو مجموعة الضغوط النفسية التي أستجدت في حياته .

عادةً ما تؤدي أعراض اضطراب التكيّف إلى أن يفقد الشخص قدرته على العمل فيُصبح كثير الغياب والتأخر في الحضور للعمل وتقل إنتاجيته، ويفقد التركيز، وتتأثر حياته العملية والعلمية، فإذا كان طالباً مثلاً فإن مستواه العلمي وقدرته على التحصيل والتركيز في الدراسة تقل مما يقود إلى الرسوب أو الفشل في الدراسة بشكلٍ خطير. كذلك تضطرب حياته العائلية، فتحدث خلافات بين الزوجين وتتأثر علاقة الرجل بأهل بيته ويُصبح سريع الغضب ولا يحتمل أبسط الأمور، فيثور لأمور تافهة، وقد يُعاني الأطفال والزوجة سلوكيات غاضبه من الزوج والأب وهذا يضع المنزل والحياة العائلية في خطر، خاصةً إذا زادت الضغوط النفسية على الرجل وتراكمت الضغوط السلبية عليه، ولم يعرف كيف يواجه هذه الضغوط ولا يعرف بأن هذا اضطراب يمكن علاجه.

أكثر الضغوط النفسية التي يتعرض لها الشخص وتؤدي إلى حدوث اضطرابات التكيّف، هو تغيير مجال العمل والبيئة المحيطة بالشخص. وتكثُر هذه الاضطرابات بين العسكريين الذين يتنقلون في أماكن كثيرة، وتتأثر العائلة المرافقة للعسكري مثل زوجته وأبنائه. الزوجة تفقد صداقاتها مع النساء اللاتي كوّنت معهن صداقات، وفجأة تجد نفسها في محيط غريب، عبارة عن سيدات غريبات مثلها، ويُصعب على بعض النساء التكيّف مع المحيط الجديد، خاصةً في بعض المناطق النائية والتي لا توجد فيها وسائل ترفيهية.

تبدأ السيدة التي تُعاني من اضطراب التكيّف بأعراض تُشبه الاكتئاب؛ فيبدأ الحزن ينتاب السيدة من فتراتٍ متقءطعة، ثم يزداد الحزن ويُصبح معظم الأوقات يُسيطر على السيدة، ثم تبدأ في فقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تهتم بها، ويبدأ الإرهاق والتعب المستمر، وكذلك الأرق، والاستيقاظ المبكر، وعدم أخذ الكفاية من النوم، وتُصبح الأم عصبية لا تُطيق أن يُكلمها أحد، ثم بعد ذلك تبدأ عندها الأعراض الجسدية بفقدان الشهية للأكل وفقدان الوزن واضطرابات في الجهاز الهضمي من الغثيان والآم غير مُحددة في البطن، وكذلك اضطراب حركة الأمعاء. هذا الأمر؛ أي إصابة الزوجة والأم باضطراب التكّيف يقود بقية أفراد الأسرة إلى الإصابة بهذا الاضطراب. الأب يُصبح أيضاً في حالةٍ نفسية سيئة، عندما يرى زوجته وابناءه في وضعٍ نفسي مُزر. فالأبناء أيضاً عند تغيير البيئة التي تعودوا عليها وفقد زملائهم الذين عاشوا معهم بضع سنوات، ويجدون أنفسهم غرباء بين طلاب وأولاد غرباء عنهم. يبدأ وضع الأسرة في التردي ويتحمل أعباء أسرة تُعاني من إضطراب التكيّف، ولكن لا يعلم بأن هذا إضطراب نفسي مشهور ويحتاج الذين يعانون منه إلى علاج نفسي ودوائي.


يجهلون أساسها المرضي

مشكلة اضطراب التكيّف أن الكثيرين يجهلون أساسها المرضي، وأن هذا الاضطراب وإن كان السبب فيه عوامل اجتماعية أو ضغط أو ضغوط نفسية مجتمعة إلا أنه يستجيب للعلاج النفسي والدوائي.

اضطراب التكّيف ينقسم إلى عدة أقسام:

1- اضطراب التكيّف مع الاكتئاب: هذا الاضطراب يكون عندما تكون أعراض الاكتئاب هي السائدة عند الشخص الذي يُعاني من اضطراب التكّيف؛ فيكون مزاجه منخفضا، يبكي احياناً (خاصةً النساء)، أيضاً يفقد اهتمامه بالأشياء التي كان يهتم بها، ويُهمل أكثر أمور حياته، وقد يخسر عمله نتيجة عدم الإنتاجية والغياب. وهذا الأمر نراه كثيراً في العيادات بالنسبة للأشخاص الذين يتم نقل عملهم من مكانٍ تعوّدوا عليه إلى مناطق جديدة، فقدوا الأقارب والأصدقاء وأسلوب الحياة التي اعتادوها. أكثر الأعراض هو الشعور بفقدان الأمل وعدم وجود مساعدة من أي شخص أو أي جهة لمساعدته. مثل هذا الشخص قد يحتاج في كثير من الأحيان إلى أدوية مضُادة للاكتئاب، وقد تُساعده كثيراً في التخفيف من أعراض الاكتئاب، وإن كان اضطراب التكيّف لا يختفي، ولكن أعراض الاكتئاب قد تخف حدتها ويستطيع الشخص أن يُمارس حياته بصورةٍ أقل صعوبة.

2- اضطراب التكيف مع القلق: ويكون ذلك عندما تكون أعراض القلق هي السائدة لدى الشخص الذي يُعاني من إضطراب التكيّف؛ مثل التوتر، توقّع أمور سيئة، الخوف من المستقبل. ومثل هؤلاء الأشخاص قد يستفيدون من الأدوية المضادة للاكتئاب وكذلك الأدوية المضادة للقلق، ولكن إستخدام الأدوية المضادة للقلق يجب أن يكون تحت إشراف طبي ولفترة قصيرة حتى لا يتعوّد الشخص على هذه الأدوية المضادة للقلق.

3- اضطراب التكيّف مع الاكتئاب والقلق: وهنا يكون الشخص يُعاني من أعراض القلق وكذلك أعراض الاكتئاب التي ذكرناها. وفي مثل هذه الحالات قد يستفيد الشخص من الأدوية المضادة للاكتئاب مع بعض الأدوية المضادة للقلق ولكن في جميع الحالات يجب أن يُرافق العلاج الدوائي علاج نفسي لمساعدة الشخص على محاولة التكيّف مع الحياة الجديدة التي يمر بها ومحاولة التغّلب على الضغوط النفسية أو التغيرات الحياتية التي طرأت على حياته.

4- اضطراب التكيّف مع اضطراب السلوك : عندما يقوم الشخص الذي يُعاني من اضطراب التكيّف بسلوكيات غير مقبولة في المجتمع ولا تتناسب مع سن الشخص مثل العنف والاعتداء على الآخرين دون سبب واضح وكذلك سلوكيات الطلبة في مشاكل مع المدرسين والزملاء وبث الشغب في المدرسة وتأثر دراسته وتحصيله العلمي، وكذلك قيادة السيارة بطريقة خطرة تهدد حياة الشخص وحياة الآخرين نتيجة القيادة غير المسؤولة نتيجة اضطراب التكيّف الذي يُعاني منه الشخص. كذلك قد يقع الشخص الذي يُعاني من هذا الاضطراب في مشاكل مع القانون نتيجة الغضب وعدم ضبط النفس، وهذا النوع من اضطرابات التكيّف من أخطر أنواع هذا الاضطراب حيث يوقع الشخص الذي يُعاني من هذا الاضطراب إلى مشاكل كثيرة، سواءً كان طالباً أو شخصاً ناضجاً. فالاضطراب السلوكي الذي قد يقود إلى أن يرتكب جريمة نتيجة الضغوط النفسية التي قادت إلى اضطراب تكيّف. وللآسف فإن هؤلاء الأشخاص الذين يُعانون من هذا النوع من اضطراب التكيّف لا يلجأون إلى العيادات النفسية ولكن قد يتم تحويلهم إلى أقسام الأمراض النفسية لتقييم حالاتهم بعد أن يكونوا ارتكبوا قضايا مُخلّة بالقانون أو ارتكاب جرائم بسبب اضطراب التكيّف والغضب الناتج عن هذا الاضطراب. وفي أحيان كثيرة فإن القانون لا يعفي الشخص من العقاب نتيجة ما ارتكب من تعدّ على القانون أو ارتكاب جرائم قد تكون كبيرة، وربما ارتكب الشخص الذي يُعاني من هذا الاضطراب مشاكل مع عمله ورؤسائه في العمل مما قد يُعرّضه لفقدان وظيفته!.

5- إضطراب التكيّف مع اضطراب العواطف والسلوكيات: في هذا النوع من الاضطراب يكون الشخص يُعاني من اضطرابات العواطف مثل الاكتئاب والقلق إضافةً ما ذكرناه في النقطة الخامسة من اضطراب السلوك.

عند تشخيص امرئ بأنه يُعاني من اضطراب التكيّف يجب الأخذ بعين الاعتبار طبيعة المجتمع والثقافة السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه الشخص ومدى توقّع الشخص من المجتمع المحيط به وكيفية تعامل المجتمع معه في الضغوط النفسية التي حدثت له والتي قادته إلى أن يُصاب باضطراب التكيّف.

الاضطرابات الأخرى التي قد تتشابه مع إضطراب التكيّف: كما ذكرنا في بداية المقال بأن اضطراب التكيّف يحدث نتيجة لحدوث ضغط أو ضغوط نفسية تؤدي إلى أن ظهور الأعراض التي ذكرناها في أعراض وأنواع اضطراب التكيّف. أهم هذه الاضطرابات هو الاضطرابات الشخصية والتي تتأثر بما يتعّرض له الشخص من ضغوط نفسية ولكن يكون رد الفعل يتناسب مع طبيعية الشخصية المرضية التي يُعاني منها الشخص وليس بأعراض اضطراب التكيّف التي ذكرناها



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق